إعداد وتقديم نواف إبراهيم
تسير عملية المحادثات السياسية بين أطراف الحلف المقاوم للمشاريع الإمبريالية الأمرية على قدم وساق، وبالتحديد بين روسيا وإيران ، فبعد أن زار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سورية مؤخراً والتقى مع الرئيس السوري بشار الأسد وجدد دعم بلاده لسورية وللحل السياسي للأزمة في سورية، تقريبا في نفس الوقت جاءت زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى روسيا، ومن بعده وفود المعارضة السورية التي لم تأت بأي جديد بخصوص وجهة نظرها من الحل في سورية ، وإنما كررت نفس الأسطوانة لجهة طلب تنحي الرئيس الأسد عن السلطة، على الرغم من كل التأكيدات الروسية بدعمها لسورية قولاً وفعلا، والتي توجت مؤخراً بوصول 6 طائرات ميغ 31 إلى سورية وصواريخ كورنيت ومعدات عسكرية كانت من ضمن العقود الموقعة مع سورية سابقاً، ولم تستطع روسيا تنفيذها بسبب الضغوط الدولية والظروف السائدة، لكن يأتي جواد ظريف إلى موسكو، بعد وقت قليل من زيارته إلى سورية، ليلتقي مع نظيره وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في خطوة جديدة تؤكد التعاون الروسي الإيراني العالي المستوى لإيجاد حل لكل ملفات المنطقة العالقة، وبالتحديد الملف السوري، الذي كلف الطرفان أثمان باهظة خلال الفترة الماضية، قبل أن تنتصر إيران وتنجح في توقيع اتفاق الملف النووي، وعودة روسيا بالفعل بقوة إلى الساحة الدولية كقوة دولية فاعلة تحترم عند جميع الأطراف، التي وقفت منها على مسافة واحدة، ومحترمة لكل القواعد والقوانين والشرعية الدولية التي تحكم علاقات الدول، وطريقة التعامل مع هذا الملف أو ذاك، ومن هنا نرى أن المنتظر من هذه الزيارة وحسب التصريحات الروسية الرسمية ، هو مناقشة الملف السوري بدقة، وسيتم البحث في وجهات نظر جديدة للحل في سورية وحتى في اليمن، من شأنها الوصول إلى صيغة جديدة لدمج المبادرتين الروسية والإيرانية، مفاده الخروج بصيغة مبادرة جديدة مشتركة تأتي لصالح حل الأزمة سلميا، ولاتستطيع الأطراف الأخرى المضادة للموقفين الروسي والإيراني أن ترفضها، بعد أن وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه من الخطر الإرهابي الذي يشكله تنظيم داعش على السلم والأمن العالميين، وفشل إسقاط الدولة السورية، ومن هنا نرى أن دعوة الرئيس بوتين لتشكيل حلف لمواجهة إرهاب داعش قد ترى النور فعلا بعد أن تصل جميع الأطراف إلى إتفاق يكون الموقف الروسي والإيراني المحركان والموجهان الأساسيان فيه ، من مبدأ موقفهما القوي والسليم من خلال الطريقة التي تعاملا فيها خلال الفترة الماضية مع ملفات المنطقة الشائكة.
وهنا نرى أن إيران تقف موقف القوي وتقوم بزيارات مكوكية ،يتضح أنها ناجحة يوم بعد يوم، وستكون لاعب أساسي في حل الكثير من المشاكل العالقة مع الدول العربية وتحديداً مع دول الخليج ، من هنا ترى روسيا أن لها مصلحة في تفعيل التعاون مع إيران وجاء ذلك على لسان سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا، خلال لقائه بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف.
قال لافروف في بداية اللقاء إن روسيا وإيران تتعاونان تعاونا بنّاء في كافة المجالات تقريبا، وإن روسيا تهتم بتفعيل هذا التعاون، وبالأخص في حل الأزمات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، ومن جانبه قال وزير الخارجية الإيراني إن الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني سيترك أثره الإيجابي على تعاون البلدين في كافة المجالات، وعلى الأخص في المجال الاقتصادي ومجال الدفاع، مايدل على أن إيران وروسيا سيكون لهما دور محوري في المرحلة القادمة، وماعلينا إلا أن ننتظر الأيام القادمة لنرى ملامح المرحلة القادمة وفي أي اتجاه سوف تسير بالفعل.
التفاصيل في هذا الحوار الذي أجريناه مع الكاتب والمحلل السياسي الدكتور طالب زيفا
فلنتابع معاً