إعداد وتقديم نواف إبراهيم
في غمرة الحرب الدائرة على اليمن من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية، نرى على المدى المنظور أنه لايوجد أي بارقة أمل من جهة السعودية باتجاه العمل على وقف الحرب على اليمن والشعب اليمني، بالرغم من كل الضغوط الدولية التي تدعو إلى الإسراع في إيقاف القصف على مناطق ومدن وقرى الجمهورية اليمنية، وفي مختلف أنحاء البلاد والتي يذهب ضحيتها يومياً العشرات وأحياناً المئات من الأبرياء من الشيوخ والنساء والأطفال، ومايدل على ذلك ونقصد هنا الموقف السعودي المتعنت نحو الحل السياسي للأزمة اليمنية، انطلاقا من المبادرة الأخيرة التي تقدمت بها حركة أنصار الله من أجل وقف الحرب على اليمن والعودة إلى طاولة الحوار السياسي بمشاركة مختلف المكونات السياسية والحزبية والاجتماعية والشعبية الفاعلة على الساحة اليمنية، لتلقى هذه المبادرة الرفض الكامل من قبل السعودية لابل أصرت السعودية على شروطها السابقة من أجل تحقيق وقف القصف من قبل قوات التحالف والجلوس إلى طاولة الحوار لإيجاد صيغة من شأنها أن تذهب بالبلاد إلى بر الأمان، زد على ذلك التعنت، عملت السعودية على استخدام قررات مجلس الأمن الصادرة بهذا الشأن والتي أصلا صدرت بضغط وتخطيط من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بالتنسيق مع السعودية بما يخدم مصالح الطرفين لجهة الحل السياسي في البلاد.
ونرى هنا أنه في ظل التطورات الميدانية الواسعة والمعارك الضروس الدائرة بين قوات الجيش اليمني التابعة للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وقوات اللجان الشعبية التابعة لحركة أنصار الله من جهة ومع المجموعات المسلحة الموالية للرئيس هادي المدعومة بطيران التحاف وعناصر تنظيم داعش، يموت الحوار السياسي تدريجياً ويكاد أن يختفي عن الواجهة الإعلامية للأحداث الجارية التي شكلت خلطاً ولغطاً كبيرين بخصوص حقيقة مايجري بالفعل على الأرض، وهنا نرى أن اليمن على مفترق طرق أما أن يزعن للضغوط الأقليمية بقيادة السعودية وإما للضغوط الدولية التي تشكلها المنظمات الدولية بكافة أشكالها دون أن تقدم أي مساعدة تذكر من الناحية السياسية أو حتى الإنسانية للشعب اليمني، بل تجلس كالمتفرج على مدرجات استديون حلبة الصراع، وتدير اللعبة وتشبك خيوطها بما يتفق مع مصالح لدى السعودية وفي اليمن ذاته، حتى إذا ما رأت أن الكفة ترجح للطرف الأخر، تسارع للخروج بتصريحات لاعلاقة لها بما يجري، أو تدعم مبادرة جديدة تطرح حسب معطيات المرحلة، أو توقظ مبادرة ماتت منذ ولادتها، كي تفسح المجال للفت النظر عما يجري في حقيقة الأمر على هذا المحور أو ذاك.
اللجان الثورية والشعب اليمني وعلى لسان عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله الدكتور فضل المطاع لن تستسلم ولن تسلم البلاد للمعتدي، وسيقاتلون حتى أخر رمق للحفاظ على وحدة البلاد واستقلالها وسيادتها، وبنفس الوقت جاهزون بكل ماعندهم للجلوس إلى طاولة الحوار بمشاركة جميع القوى اليمنية للوصول إلى صيغة أو سبيل من شأنه أن يجنب اليمن والشعب اليمني هول كارثة الحرب التي تدمر البلاد وتقتل الشعب ، لكن بشرط عدم أي تدخل من أي طرف كان، وإنما برعاية أممية نظيفة يكون هدفها الحل السلمي بما يخدم مصلحة البلاد والعباد.
نترككم مع التفاصيل من خلال الحوار التالي الذي أجريناه مع عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله الدكتور فضل المطاع