وقال إمام وخطيب المسجد الأقصى، رئيس الهيئة الإسلامية العليا بمدينة القدس، الشيخ الدكتور عكرمة صبري، في تصريح خاص لوكالة "سبوتنيك"، اليوم الجمعة، "إن اليهود يخططون لتقسيم زماني للمسجد الاقصى، أي أن يتمكنوا من اقتطاعهمم "وقتاً خاصاً" بهم في المسجد الأقصى، وهي محاولات يكررونها ويكثفون منها منذ 4 سنوات وفشلوا في مخططاهم، لكنهم يستهدفون مجدداً فرض واقع جديد في المسجد الأقصى من خلال الاقتحامات المتتالية، وأيضا يريدون هدفاً بعيداً يصلون فيه إلى مبتغاهم ببناء الهيكل المزعوم على أنقاض الأقصى في غفلة من العرب والمسلمين المنشغلين بمشاكلهم الداخلية وصراعاتهم".
وفي الذكرى السادسة والأربعين لحريق المسجد الأقصى، نبه الشيخ عكرمة صبري إلى أن الحريق الذى اندلع في عام 1969، كان بداية لحرائق متتالية استهدف المسجد الأقصى المبارك من قبل السلطات الإسرائيلية، مشيرا إلى أن هناك حرائق متتالية تتخذ أشكالا وصوراً متعددة منها؛ الحفريات، والأنفاق، والاقتحامات المتكررة من قبل المستوطنين الإسرائيليين والوزراء والمسؤولين بالحكومة الإسرائيلية وأعضاء في الكنيست، موضحا أن هناك حرائق عدة ومتتالية وقد تزايدت هذه الأيام من قبل الحكومة الاسرائيلية اليمينية الحالية.
ولدى رده على سؤال لسبوتنيك عن نسيان العرب والمسلمين بما يحدث في الأقصى قال رئيس الهيئة الإسلامية العليا بمدينة القدس: "هذا ما لمسناه من عدم الاهتمام بالأقصى، حيث تركَنا العرب وحدنا في الميدان، ونحن نقول لا تتركونا وحدنا، فهي مسؤولية مشتركة، وعلى العرب والمسلمين أن يتحملوها، لأن الله عز وجل سيحاسب كل من قصر في حماية المسجد الأقصى".
وأشار إلى أن المنظومات الدولية غير مكترثة بما يحدث في المسجد الأقصى، فلم يحدث أي تحرك دولي لإنقاذ الأقصى، داعياً العرب والمسلمين إلى الاعتماد على الذات وليس مخاطبة المؤسسات الدولية لحماية الاقصى، فهم مسؤولون عن حمايته في ظل الاعتداءات المتكررة.
كان حريق المسجد الأقصى اندلع في الحادي والعشرين من أغسطس/ آب 1969، ونفذه سائح أسترالي، يدعى مايكل دينيس روهن، وتسبب الحريق في الاتيان على كل محتويات الجناح الشرقي للجامع القبلي الموجود في الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى، كما هدد الحريق قبة المسجد الأثرية المصنوعة من الفضة الخالصة اللامعة.
تعمد الاحتلال الإسرائيلي قطع المياه عن المنطقة بأكلمها، وتخاذلت سيارات الإطفاء التابعة لبلدية القدس في المشاركة في إطفاء الحريق، ولم تبدأ جهود الاطفاء إلا بعد وصول سيارات الإطفاء من مدينتي رام الله والخليل، اللتين تبعدان عن مدينة القدس بواقع 15 و35 كليومترا على التوالي.
أحدثت هذه الجريمة المدبرة فوضى في العالم، وفجرت ثورة غاضبة خاصة في أرجاء العالم الإسلامي، وفي اليوم التالي للحريق أدى آلاف المسلمين صلاة الجمعة في الساحة الخارجية للمسجد الأقصى، وعمّت المظاهرات القدس بعد ذلك احتجاجاً على الحريق، وكان من تداعيات الحريق عقد أول مؤتمر قمة إسلامي في الرباط بالمغرب.