إعداد وتقديم نواف إبراهيم
الأزمة السورية هذه الأيام في أشد مراحلها حرجاً، إذا ما تم الغوص في دقائق وتفاصيل مجريات الأحداث الجارية سواء على مجمل الجغرافيا السورية، أو المواقف المحلية والإقليمية والدولية من مجريات الأحداث في هذا البلد العربي، الذي يعاني من هجمة إرهابية عاتية منذ خمس سنوات، ولابد من أن التشابكات الجارية في إطار الأزمة السورية تلعب دوراً كبيراً في دعم هذا الطرف على ذاك، سواء فيما بين المجموعات الإرهابية المسلحة التي يختلف مشغليها حسب مشاريعهم السياسية تارة، وتارة أخرى تجتمع كلها في لحظة ما ضد الدولة السورية في محاولة لإسقاطها، لأنه الهدف الأول والقاسم المشترك الأساسي الذي يجمع كل هذه القوى من كافة الاتجاهات، لدعم المجموعات الإرهابية المسلحة في هذه النقطة الجغرافية السورية أو غيرها، وأكبر دليل على ذلك الاعتداءات الإسرائيلية التي وقعت مؤخراً من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي على مواقع عسكرية ومدنية سورية في القنيطرة المحررة وسعسع والمناطق القريبة منها، والأهم فيها منطقة الزبداني التي حقق فيها الجيش العربي السوري وقوى المقاومة انتصارات ساحقة على تنظيم داعش والمجموعات الإرهابية الأخرى المتمركزة هناك وتقصف العاصمة دمشق والأحياء المدنية فيها من حين إلى آخر، فحسب المحللين والخبراء العسكريين والسياسيين ـ أن هذه الضربة معتاد عليها من قبل إسرائيل من فترة إلى أخرى عندما يضيق الخناق على المجموعات الإرهابية المسلحة، وهذا ما دعا سورية في نهاية المطاف حسب بعض وسائل الإعلام أن تصرح، رداً على كل هذ الإعتداءات، أنها سوف تلغي معاهدة فض النزاع مع إسرائيل الموقعة برعاية الأمم المتحدة منذ حوالي أربع عقود، مايسمح لها بالرد المباشر دون أي قيود دولية حسب المصادر الإعلامية والتسريبات، وهنا لايمكن أن نغفل أن المجتمع الدولي من الطرف الآخر وخاصة الولايات المتحدة وتركيا والسعودية أمام صمود الموقفين الإيراني والروسي، بدعم انتصارات الجيش السوري والمقاومة، ومن هنا نفهم التصريح الأخير الذي جاء على لسان وزير الدفاع الأمريكي كارتر أشتون، والذي توجه فيه إلى تركيا بطلب العمل الجدي على مواجهة خطر داعش، وزيادة حماية حدودها مع العراق وسورية لسد الطريق على هذا التنظيم الإرهابي، لابل أيضا قال أن تركيا تدرس إمكانية مشاركتها في طلعات طيران التحالف الدولي ضد داعش في العراق وسورية، ومن هنا يمكن أن نفهم أن هذه الأطراف تحاول تقديم أي إنجاز على الأرض مهما كان، لقطع الطريق على مبادرة الرئيس الروسي بوتن لتشكيل تحالف إقليمي من شأنه توحيد القوى للقضاء على التنظيم الإرهابي داعش.
في ظل كل هذ التشابكات والضبابية في مجريات الأحداث سياسياً وميدانياً، لايمكن لأي أحد أن يتكهن بنوايا الحلف الغربي، ولاحتى بنتائج تجاذبات المرحلة القادمة بخصوص محاربة الإرهاب، وبخصوص الأزمة في سورية على وجه التحديد.
ضيف حلقة اليوم الباحث السياسي والاجتماعي الدكتور طالب إبراهيم