في هذا السياق، تعالت أصوات ساسة أوروبيين في الأشهر الماضية، متمردة على الخطاب العدائي السائد في الغرب تجاه روسيا، وآخر هذه التصريحات المحذرة من مثل هذا التوجه، صدر عن رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، الذي انتقد الثلاثاء فكرة حشد أوروبا ضد روسيا، ووصفها بأنها ستكون خطأً مأساوياً.
رئيس الحكومة الإيطالية أشار بوضوح إلى أن هذه الفكرة تقف وراءها دول حديثة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ملمحاً بذلك إلى دول في أوروبا الشرقية.
هذا الموقف صرّح به رينزي بوضوح أكثر خلال زيارته إلى موسكو في يوليو الماضي حين تحدث عن وجود "توجه من جانب شرق أوروبا لرؤية أوروبا على أنها حصن ضد روسيا"، ووصف ذلك بأنه "رؤية مضللة".
موسكو بدورها، أكدت مراراً على وحدة الأمن الأوروبي داعية إلى تعزيزه بمختلف السبل، وعدم الانسياق مع محاولات بعض الأطراف دق إسفين العداوة بين الجانبين.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال بوضوح في مقابلة تلفزيونية أجرتها معه قناة "RTS" السويسرية في يوليو، إن بلاده لا مصلحة لها في السعي إلى المواجهة مع أي دولة، إلا أنه أكد في الوقت ذاته أن موسكو لن تتوانى عن الدفاع عن مصالحها إذا اضطرت إلى ذلك.
بوتين أيضاً عبّر في هذه المقابلة التلفزيونية عن أمله في أن يبتعد شبح الحرب عن أوروبا، وأن تتصرف القارة بقدر أكبر من الاستقلالية والسيادة، منتقداً هذا الوضع بقوله: "حين نجد أنفسنا مضطرين إلى التوجه إلى واشنطن من أجل مناقشة الأمور مع شركائنا الأوروبيين، فإن ذلك أمر مستغرب بعض الشيء".