وللتعرف على حقيقة الموقف، كان لـ"سبوتنيك" هذا الحوار مع رئيس "الجمعية المصرية لدراسات الهجرة" أيمن زهري.
وإلى نص الحوار..
سبوتنيك: كيف تقييم موقف الدول العربية من أزمة اللاجئين؟
أيمن زهري: في الحقيقة لا أستطيع أن أضع جميع الدول العربية في سلة واحدة، فيما يتعلق بأزمة اللاجئين السوريين، والتي بدأت منذ أربع سنوات.. هناك دول تأن من كثرة اللاجئين الذين استقبلتهم، مثل الاردن ولبنان، ولكن بعد ذلك حدث نوع من التراخي، خاصة من الدول التي قد تكون سبباً في تأجيج الصراع، وأخص بالذكر بعض دول الخليج، فموقفها من اللاجئين السوريين لم يكن جيداً في الحقيقة.
سبوتنيك: كيف تنظر الانتقاضات الموجهة لدول الخليج من عدم استقبال أزمة اللاجئين السوريين؟
أيمن زهري: حقيقة الأمر أن كل الانتقادات صحيحة، والأعذار التي يطرحها الاخوة في الخليج يمكن تفنيدها بسهولة، مثل أنهم يستقبلون فقط العمالة، فهم يستطيعون استيعاب كافة اللاجئين في سوق العمل.. أنا لا أعتقد أن هذا يمكن أن يمثل عبء عليهم، مثل ما يحدث في الدول الصغيرة، أي لبنان أو الأردن.
سبوتنيك: هل ترون أن دول الخليج لم تتحمل مسئولياتها أمام الأزمة؟
أيمن زهري: بالتأكيد لم تتحمل مسؤوليتها علي الاطلاق.. وإنما ساعدت في تأجيج الأزمة.
سبوتنيك: برأيك لماذا يتجه اللاجئون من تلقاء أنفسهم إلي أوروبا، بالطرق الشرعية وغير الشرعية؟
أيمن زهري: يجب أن نعرف أن الدول العربية تشبعت باللاجئين السوريين، و خاصةً دول الجوار، فلا أحد يتصور أن العراق بها ربع مليون لاجئ سوري، بالإضافة إلي لبنان و الأردن.. مسألة اللاجئين وطلبهم الهجرة إلي أوروبا، هي موجة هجرة ثانية تلت الموجة الأولي، وهي الفرار بأرواحهم من الموت في سوريا. اليوم نجد أن معظم اللاجئين، الذين يطرقون أبواب أوروبا هم كانوا لاجئين في السنوات القليلة الماضية، وخاصةً في تركيا، وربما في تركيا نصف عدد اللاجئين السوريين، الذين خرجوا من البلاد في الأربع سنوات الماضية.. بالطبع هناك أعباء و أوضاع صعبة في تركيا، و بالتالي فاللاجئ يبحث ليس علي الوضع الأفضل، ولكن علي الأقل سوءً.
سبوتنيك: هل هناك احصائيات عن هجرة المصريين الغير الشرعية إلي أوروبا؟
أيمن زهري: لا نستطيع أن نقول أنهم فارين، فمن خلال دراستي أستطيع القول إن هجرة المصريين غير النظامية إلي أوروبا ما هي إلا إعادة إنتاج هجرة للعمالة المصرية إلي الخليج، فهؤلاء لا يتركوا مصر بغرض الإقامة الدائمة، ولكن بغرض العمل.. هناك حوالي 20 ألف مصري يخترقون الحدود الأوروبية كل عام.