وعلى مدار اليومين الماضيين، خرجت مسيرات شعبية حاشدة، غير مسبوقة، في مناطق مختلفة من القطاع، تطالب بسرعة إيجاد حل لتلك الأزمة المستمرة منذ نحو تسعة أعوام.
مئات المواطنين خرجوا في رفح وخان يونس بجنوب القطاع، وفي النصيرات والبريج والمغازي في وسطه، احتجاجاً على استمرار الأزمة، التي تزامنت مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، وعدم قدرة سكان القطاع على تحمل انقطاع التيار الكهربائي لما يزيد على 12 ساعة يومياً.
تظاهرات غزة الليلية بريئة وواضحة ولا اجندات سياسية لها وخرجت تحت شعار: نريد كهرباء.. لا يعنينا خلافاتكم ومناكفاتكم
Posted by د. ناصر اللحام on Monday, September 14, 2015
وقال كريم أبو الروس، وهو أحد المشاركين في مسيرات منطقة رفح، لـ"سبوتنيك"، "إن الوضع لم يعد يسكت عليه، وحياتنا تحولت إلى جحيم، وما زالت شركة الكهرباء تعمل على تقليص ساعات الوصل بين الحين والآخر، بشكل غير إنساني لا يحتمل".
وأكد أبو الروس على أن خروج السكان جاء بعد أن ارتفعت أعداد ضحايا هذه الأزمة، من حدوث الحرائق واختناق للسكان داخل منازلهم نتيجة اعتمادهم على بدائل خطيرة، لعدم توفر الكهرباء، أو نتيجة للتماس الكهربائي نتيجة الضغط الكبير على خطوط الكهرباء.
وأشار إلى أن الجماهير خرجت لتعلن رفضها لسياسة شركة الكهرباء، وللمطالبة بحياة إنسانية لهم ولأطفالهم، مطالباً جميع الأطراف السياسية بالعمل على حل هذه الأزمة، وإبعاد السكان والقضايا المجتمعية عن المناكفات السياسية.
وشدد على أن "السكان سيستمرون في هذه المسيرات، طالما لم يتم الاستجابة لمطالبهم، المتمثلة بإنهاء أزمة قطع التيار الكهربائي وإيجاد البدائل من قبل القيادة الفلسطينية، إن لم تكن شركة الكهرباء قادرة على حل الأزمة واحترام كرامة الشعب الذي ضحى كثيراً وتحمّل كل أنواع العذاب".
الوضع في جنوب القطاع لا يختلف كثيراً عن وسطه، حيث لفت المواطن إيهاب أبو شاويش، من سكان النصيرات بوسط القطاع، إلى تجمهر المئات من المواطنين أمام محطة توليد الكهرباء في منطقة النصيرات، مطالبين بجدول عادل من الوصل للتيار، رافضين أن يكون المواطن الفلسطيني هو الضحية دوماً.
وأعرب أبو شاويش لـ"سبوتنيك" عن غضبه جراء تعطل حياتهم بشكل شبه كلي، مؤكداً أن "الاحتجاجات يجب أن تستمر، والمواطن يجب أن يأخذ حقه في الحياة، ويجب أن تكف شركة الكهرباء عن العبث في حياة الناس وتعريضهم للخطر، نتيجة لعبة سياسية".
وأضاف "نسمع في الأخبار عن دخول الوقود، وعن عقود جديدة لشركة الكهرباء، ولا نرى سوى زيادة الأزمة وتفاقمها… هذا يؤكد على أن هذه الشركة تعمل على تعذيب المواطنين، لذا يجب أن يتكاثف الجميع لحل هذه الأزمة التي تسبب الموت البطيء للجميع".
هذا، وشهدت المسيرات في منطقة رفح والنصيرات هتافات غاضبة ضد المسئولين في شركة الكهرباء وقيادة حركة "حماس" الحاكمة في القطاع، وضد السلطة الفلسطينية، متهمةً إياهم بالتقاعس في حل مشاكل المواطنين وزجهم في النزاعات السياسية.
من جانبه، قال طلال أبو ظريفة، القيادي في الجبهة الديمقراطية، والمشارك في المسيرات في المنطقة الوسطى، "إن هذا التحرك جاء للضغط الشعبي على شركة الكهرباء وسلطة الطاقة، حيث يتم إدخال السولار بشكل مستمر، ولم تتغير الخدمة، إضافةً إلى إمداد قطاع غزة بالكهرباء من مصر وإسرائيل".
وأكد أبو ظريفة أن المسيرات ضد شركة الكهرباء ستستمر حتى إيجاد حل، موضحاً أن الأزمة انعكست على كافة مناحي الحياة، وأن مسيرات وفعاليات ستنظم خلال اليومين المقبلين في مدينة غزة وفي شمال القطاع، حتى يصغي المسئولون للشعب بضرورة تأمين الكهرباء، كما كانت في السابق ".
ونوّه إلى وجود إجماع وطني على حل مشكلة الكهرباء، مشيراً إلى وجود لقاءات مع سلطة الطاقة، لمعرفة الأسباب الحقيقية لعدم توفير الكهرباء، "لأن كل الأسباب والمبررات واهية".
وأشار أبو ظريفة إلى أن هذه المسيرات تعد المرحلة الأولى من مراحل الضغط الشعبي، لافتاً إلى "وجود وسائل ضغط أخرى على سلطة الطاقة وشرطة الكهرباء وحكومة التوافق، لحل المشكلة".
قطاع غزة.. بدء لقاء يجمع وزراء الحكومة وفتحي الشيخ خليل والفصائل الفلسطينية بمقر مجلس الوزراء بغزة لمناقشة ملف الكهرباء
Posted by Shehab News Agency on Tuesday, September 15, 2015
ويعاني سكان قطاع غزة من "أزمة كهرباء" خانقة، منذ تسع سنوات، وتتجدد الأزمة بين الفنية والأخرى، بسبب نقص وقود السولار لمحطة التوليد، وتضطر الشركة إلى توزيع الكهرباء على المناطق لمدة ست ساعات وصل مقابل 12 ساعة قطع، وفي أحسن الأحوال تعمل بنظام الثماني ساعات.
وتتهم حكومة التوافق الفلسطينية حركة "حماس"، التي يسيطر موظفوها على كافة المؤسسات الحكومية في غزة، بعدم تحويل الأموال اللازمة لشراء الوقود لمحطة توليد الكهرباء، فيما ترد سلطة الطاقة في غزة، بأن الحكومة في رام الله تفرض ضرائب على الوقود، ما يرفع سعره ويعطل شراءه.