إعداد وتقديم نواف إبراهيم
في متابعة لتطورات الأحداث الجارية في سورية سياسياً وميدأنياً من جهة، وتتابع التغيرات في المواقف الدولية أمام الدخول الروسي القوي في عمق حل الأزمة السورية وصولاً إلى التدخل العسكري، أو تقديم الدعم العسكري بالمعنى الأدق، نرى أن الأزمة في سورية بالفعل تتجه باتجاه مواجهة الإرهاب في الجغرافيا السورية، دون أن يؤخذ أي اعتبار لكل الدول التي زرعته في المنطقة، وعاثت فيها خراباً وصل به الأمر إلى التمدد نحو الدول الراعية له، وبالرغم من أن التصريحات السياسية الأقليمية والدولية حول الأزمة السورية والتراخي أمام التقدم الروسي على كافة الأصعدة، بتنا نرى الأطراف التي ساهمت في العدوان على سورية، تبحث بأي طريقة عن حفظ ماء الوجه وخاصة بعد فشل جميع المحاولات من أجل تحقيق أجندتها في المنطقة، وإعادة تقسيم الخارطة السياسية بما يخدم مصالح هذه الدول، ولكن وفق كل تقديرات المشهد الحالي، وحسب الكثير من الخبراء والمختصين بشؤون المنطقة ينتظر العالم لحظات حاسمة خلال الأيام القادمة، وبالتحديد عندما يقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على منبر الأمم المتحدة لأول مرة منذ عدة سنوات، ليعلن موقفه على الملأ بخصوص حل الأزمة في سورية، ويكشف الاستراتيجية الروسية المقررة خلال الفترة القادمة لحل الملف السوري، لابل ملفات المنطقة كلها وليس الملف السوري فقط. ومايؤكد عزيمة روسيا كدولة وقيادة على وضع النقاط على الحروف في نهاية المطاف، ووضع حد للتمادي الإرهابي الداعشي، وتمدد الحريق الذي أشعلته الولايات المتحدة الأمريكية في نقاط عدة في العالم، أكثرها اشتعالاً وخطراً النيران التي أشعلتها في منطقة الشرق الأوسط، وركزت فيها على سورية، للقضاء على المحور المواجه للمخططات الإمبريالية والغربية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، ومنه لتنتقل وفق المخطط إلى روسيا من أجل تفكيكها كدولة عظمى عادت بقوة إلى الساحة الدولية، وقطعت الطريق على كل مخططات الولايات المتحدة ودول الغرب السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية الاستراتيجية، مما جعل العالم خلال هذه الفترة يقف منتظراً بفارغ الصبر إلى ما سيفضي إليه الحوار الدولي، أو الحوار بين الجبابرة بخصوص حل الأزمة السورية، ولكن الأن لايمكن لأي خبير أو مسؤول أن يتكهن بما يخبئه الرئيسين بوتين وبشار الأسد للعالم أو للجبهة المقابلة، والتي اتضح أنها خسرت كل الجولات أمام قوة المواقف الروسية المبدئية منذ بداية الأزمة، وفقا لميثاق الأمم المتحدة والقوانين المنظمة للعلاقات بين الدول، وتقدم الجيش السوري والقوى المقاومة المرادفة له، وقوة الدبلوماسية السورية المحنكة التي وضعت الأساس لدور روسي حقيقي وحضور إيراني فعال على طريق حل الأزمة السورية.
نتابع التفاصيل مع أمين سر مجلس الشعب السوري الأستاذ خالد العبود