دمشق — سبوتنيك — فداء محمد شاهين
ويكشف الصيادون لـ"سبوتنيك" أنه لا مانع من الاستعانة ببعض المواطنين الروس كدليل على مكان تواجد الطيور، وهم الذين لا يتقنون صيدها بالأصل بل تعلموه من السوريين، حيث تتكفل مجموعات متخصصة في روسيا بتسليم الطيور داخل الطائرة للسوريين.
وتحدث محمد نعيم المارديني، صياد لطيور الشاهين وصاحب محل، لـ"سبوتنيك"، عن بيع الطيور في سوريا التي كانت تتم عن طريق المزاد في 5 مكاتب بحي ساروجة بدمشق تستثمر المكاتب، من شهر تموز/يوليو وحتى تشرين الثاني/نوفمبر، يتقاضى المكتب 8 آلاف ليرة ما يعادل 27 دولاراً عمولة على كل 100 ألف ليرة ما يعادل " 330 دولار" من سعر الطير.
وأوضح المارديني أنه لا يوجد تربية للطير الحر في سوريا، ويوجد نوعان مقيم ومهاجر، فالمقيم من نوع الشاهين البحري، ويحدد سعره قبل الأزمة بحسب حجمه، فالكبير في عمر 4 سنوات نحو 500 ألف ليرة ما يعادل 1700 دولار، علماً أنه عندما يكون عمره أقل من سنة يطلق عليه غوسية، وفوق السنة شاهين بحري.
أما النوع الثاني الشاهين التركي المهاجر يعبر فوق الجزيرة العربية، يتراوح سعره بين 50 ألف و100 ألف ليرة سورية ، علماً أن الصقر السوري "الطير الحر" نادر جداً ويتواجد في الجزيرة العربية وتدمر، يتراوح سعره بين 500 ألف والمليون ليرة سورية.
وأشار المارديني إلى الطرق الثلاثة للصيد الأولى عن طريق وضع الشبكة على ظهر الحمامة، ثم تطلق في الهواء عند مرور الشاهين، حيث ينقض عليها ويعلق بشباكها، فيختل توازنه، ثم تطلق العيارات النارية لتخويفه ويسقط على الأرض وتلقى عليه العباءة. أما الطريقة الثانية، فتوضع الشبكة في ذيل الباشق "النغل" ويعلق ريش الحمام على قدميه، ويتم إطلاقه، وعندما يطير في الهواء يراه الشاهين ويخمّن أن في حوزته فريسة، ويهاجمه فيعلق بشباكه، والثالثة، طريقة النوجا، حيث يتم حفر حفرة ليختبئ فيها الصياد، ثم توضع الحمامة على بعد 5 أمتار وتربط في خيط وتحتها الشبك، وعندما يهبط الطير يسحب الشبك فوق الطير والحمامة.
وتابع الصياد أنه بعد صيد الطير يتم وضع البرقع على رأسه والخيط في أرجله ويترك مدة 12 ساعة من دون طعام، وبعدها تقدم له حمامة، علماً أنه لا يشرب الماء إلا في حالات الضعف، حيث يتم بخ الماء داخل منقاره، ويأتي الطير الأبيض المتواجد في روسيا في المرتبة الأولى، ثم الأسود، والأشقر الموجودان في سوريا والأسود السنجاري في إيران.
وكان الصياد الذي يريد جلب الطيور من الخارج إلى سوريا يقدم طلب لوزارة الزراعة في سوريا، ويحصل على بيان جمركي، ويسدد 100 دولار على كل طير، ويتم إدخاله بطريقة قانونية، علماً أن سعره في روسيا رخيص، وقبل الأزمة كان الصياد يدفع 10 آلاف دولار للحصول على رخصة من السفارة المنغولية ويسمح له بالصيد في منغوليا.
وقبل الأزمة كان أمراء الخليج يأتون إلى سوريا لصيد الحباري وشراء الطيور الجارحة من سوق ساروجة، وكانوا يبيتون في الصحراء لمدة طويلة ويأخذون طيور الحباري التي يصطادوها إلى بلادهم لتوضع على موائد الطعام، ويحكي الأمير قصة صيدها ويتباهى بأن طيره نال منها ولم يستطع غيره ثم يوزعها على المدعوين.

