أزمة نقص الوقود التي عصفت في القطاع، فجأة، عطلت الحركة والحياة اليومية في غزة بشكل كلّي على صعيد المنشآت والكثير من المؤسسات، إضافةً لأزمة خانقة في سيارات الأجرة، التي تنقل الطلاب إلى جامعاتهم.
وقال السائق علاء عبد الهادي، لـ"سبوتنيك"، إنه مكث يوماً كاملاً في طابور طويل أمام محطة وقود في دير البلح بوسط القطاع، من أجل تعبئة سيارته بالوقود.
وأضاف، "رغم كل الوعود إلا أننا نضيع نهاراً بكامله من أجل الحصول على القليل من الوقود، في ظلَّ استغلال أصحاب محطات التعبئة لهذه الأزمة وزيادة أسعار جالون الوقود لأضعاف مضاعفة".
وأوضح السائق أحمد شعث، لـ"سبوتنيك"، أن بعض السائقين يحاولون تفادي الأزمة باستخدام زيت قلي الطعام من أجل تحريك سياراتهم، لكن هذا قد يضرها ويصيبها بأعطاب مكلفه، وهذا لا يعتبر حلاً ولا نريد حلولاً تزيد من أوضاعنا سوءاً وهمّاً".
ويدخل يومياً لقطاع غزة، عبر معبر "كرم أبو سالم" التجاري الوحيد والذي تسيطر عليه إسرائيل، نحو 450 ألف لتر من الوقود تم تقليصها مؤخراً، فيما يحتاج القطاع حوالي 750 ألف لتر، ما يعني أن نسبة العجز قد تصل إلى 50%.
وحمل المتحدث باسم أصحاب شركات البترول بغزة محمد العبادلة، السلطات الإسرائيلية المسئولية الكاملة عن أزمة الوقود الحالية في قطاع غزة وكل التبعات الناجمة عنها على مستوى الأفراد والعائلات والمنشآت.
وأوضح العبادلة في حديث لـ "سبوتنيك"، أن السبب الرئيسي في الأزمة هو "استغلال السلطات الإسرائيلية لمواسم الأعياد اليهودية من أجل إغلاق المعابر ووقف ضخ الوقود إلى القطاع، وهو الذي لا يكفي في العادة للاحتياجات اليومية".
ولفت إلى أن الأزمة تؤثر بشكل مباشر على المنشآت الحيوية في قطاع غزة، مثل المستشفيات ومحطات التحلية محطات معالجة مياه المجاري والمخابز وغيرها، ونوّه إلى أن استمرار الأزمة ينذر بكارثة على المستوى الإنساني وشلّ جميع مناحي الحياة في غزة.
وبحسب النقابة العامة لعمال النقل العام في قطاع غزة، فإن أزمة نقص الوقود تهدد 20 ألف مركبة بالتوقف عن العمل.
من جانبه أشار الطالب محمد الطويل إلى أنّه يضطر للانتظار لأكثر من ساعة أحياناً لكي يجد سيارة أجرة تقله إلى الجامعة، ما يجعله يتأخر عن محاضراته.
وأضاف، "الحصار يولد الأزمة وأصحاب محطات التعبئة يفاقمونها ويستغلونها، والسائقين ينزلون جام غضبهم على الطلاب والناس المصطفين في الشوارع".
ويعاني سكان قطاع غزة، البالغ عددهم نحو مليوني نسمة، من العديد من الأزمات أهمها وأشدها أزمتي الكهرباء والوقود، وذلك بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، منذ أكثر من 9 سنوات.