وقد أكدت أستاذة العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتورة نورهان الشيخ، في حديث لـ" سبوتنيك"، الاثنين، أن فكرة فرض نموذج أو تجارب خارجية معينة على دول الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا أو غيرها من الدول بالطبع أثبتت فشلها.
وأضافت الشيخ أنه في واقع الأمر كل تجارب الولايات المتحدة الأمريكية في فرض الديموقراطية أدت إلى كوارث حقيقية وعدم استقرار. ففي المنطقة العربية، ننظر إلى العراق وليبيا وسوريا، كلها مليئة بالكوارث والمشهد مفزع فيها، وكل التجارب "الديموقراطية" باءت بالفشل الذريع.
كما لفتت أستاذة العلاقات الدولية إلى أنه حتى التجارب خارج الشرق الأوسط وخارج المنطقة العربية كلها أيضاً تجارب فاشلة وأدت إلى عدم استقرار، فمثلاً ما سمي بالثورات الملونة، وهنا نموذج أوكرانيا نموذج واضح، فالثورة الملونة في أوكرانيا بدأت في 2004، وحتى اللحظة لم تشهد أوكرانيا استقراراً حقيقياً. بل وحالة عدم الاستقرار هذه قد تحولت إلى حرب أهلية ضارية تحصد أرواح الشعب في شرق الدولة الأوكرانية.
وأوضحت أن الجانب الأمريكي لا يعي أنه يوجد خصوصيات لكل شعب ولكل منطقة ودولة، واللافت للنظر في كلمة الرئيس الأمريكي بالأمس أنه قال كلاماً نظرياً يتناقض والسياسة الأمريكية ذاتها. على سبيل المثال، كلامه عن حقوق الإنسان، فأين حقوق الفلسطينيين التي تنتهكها إسرائيل؟ أين حقوق الإنسان في العراق بعد مقتل 2 مليون شخص؟ أين حقوق الإنسان لذوي البشرة السوداء في الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها؟ فللعلم، غير مسموح في أمريكا بفكرة التعددية الفكرية على المستوى النظري أو العملي، فحتى هذه اللحظة أي حديث عن الفكر الاشتراكي يعتبر خيانة عظمى بالولايات المتحدة، إذن فعن أي حريات إنسان نتحدث؟!
وأكدت خبيرة العلاقات الدولية أن خطاب الرئيس أوباما في افتتاح الدورة الـ70 للأمم المتحدة كان ملتبساً ومليئا بالتناقض الجذري مع مسار السياسة الأمريكية وما كان أوباما يطرحه في خطابه. فلم يعد هناك أي مصداقية في السياسة أو التصريحات الرسمية الأمريكية، وبالتحديد الرئيس أوباما نفسه فاقد للمصداقية أكثر من أي رئيس أمريكي آخر، ليس فقط خارجياً، ولكن داخلياً أيضاً، "فالأمريكان أنفسهم يسمونه الرئيس الأبيض ذو البشرة السوداء دلالة على أن سياسته لم تتغير عن أي سياسة رئيس أمريكي آخر".