الكل في انتظار القنبلة التي وعد الرئيس عباس بإلقائها أثناء خطابه، وانقسمت الآراء حول الخطاب في الشارع الغزّي بين مؤيد لما جاء فيه ومؤكد أنه جاء وفق التوقعات المنشودة، ومعارض له، معتبراً إياه خطاباً "روتينياً" لم يقدم أي جديد.
وقال المواطن أحمد نشوان، لـ"سبوتنيك"، "خطاب الرئيس محمود عباس كان تاريخياً وقوياً"، مشيراً إلى أنه حمل الكثير من "القرارات العقلانية والحكيمة".
ونوّه نشوان إلى أن الخطاب يعكس أراء ومطالب الشعب الفلسطيني بشكل كامل، من حيث التنصل من الاتفاقيات مع إسرائيل وإعلان دولة فلسطينية تحت الاحتلال، وطلب الحماية الدولية وفضح الجرائم الإسرائيلية.
واتفقت المواطنة علا حليلو مع نشوان في أن الخطاب كان قوياً ورصيناً، مؤكدةً أن "حديث الرئيس عن الجرائم الإسرائيلية، وعدم مجاملته للأمم المتحدة، واتهامهم بظلم القضية الفلسطينية، كان محل إعجاب".
مشددةً، في حديث لـ"سبوتنيك"، أن هذا الخطاب بحاجة إلى تطبيق على أرض الواقع، سواء من الجانب الفلسطيني فيما يتعلق بالاتفاقيات مع إسرائيل، كذلك من الأمم المتحدة في "محاسبة إسرائيل على الجرائم اليومية المتواصلة التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني".
من جانبه، أكد المواطن أحمد الحرازين، في حديث لـ"سبوتنيك"، أن مكامن قوة الخطاب كانت في رفضه المطلق للكفاح المسلح، موضحاً أن "هذه الخطوة تدل على حنكة سياسية عالية لكي يثبت للعالم بأن الشعب الفلسطيني ليس إرهابياً كما صورته السياسة الإسرائيلية".
في حين رأى المواطن عبد الرحمن جبور أن خطاب الرئيس عباس "لم يأتِ بجديد حاله كحال الخطابات السابقة"، مشيراً إلى أن "الخطابات لا تكفي، ونحن بحاجة لتطبيق ما نقوله على أرض الواقع".
وشدد جبور في حديث لـ"سبوتنيك" على ضرورة وقف التعامل مع إسرائيل بشكل كلي، ووقف التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والسلطات الإسرائيلية، ووقف التعامل بالاتفاقيات الاقتصادية التي هدد الرئيس بوقفها، ولم يفعل.
واتفق المواطن محمود جودة مع جبور في أن الخطاب لم يقدم جديدا، لافتاً إلى أن "الخطاب لم يحمل سوى مراوغات سياسية ليست ذات جدوى، وقد اعتدنا عليها".
وأضاف، "بعد كل هذه السنوات من الخطابات والمفاوضات نسأل أنفسنا، إلى أين أوصلنا هذا الطريق؟ فنجد واقعنا وما نحن فيه من انتهاكات إسرائيلية ووضع داخلي مزري، فنجزم أن هذا الطريق لن يصل بنا إلى شيء".
من جهته، اكتفى المواطن ضياء عمر بالقول إن "خطاب الرئيس كان انفعالياً، مع القليل من الجوانب الإيجابية".
هذا وقد شهد مقر الأمم المتحدة، مساء الأربعاء، مراسم رفع العلم الفلسطيني إلى جانب أعلام باقي الدول الـ193 الأعضاء في المنظمة الأممية، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي انطلقت، الاثنين.
وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن الجانب الفلسطيني لا يمكنه الاستمرار بالالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، ودعا الحكومة الإسرائيلية لأن تتحمل مسؤولياتها "كسلطة احتلال".
ودعا عباس في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الحكومة الإسرائيلية إلى التوقف عن استخدام قواتها الغاشمة، لفرض مخططاتها للمساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، خاصة المسجد الأقصى، لأن ذلك سيحول الصراع من سياسي إلى ديني، قد يفجر الأوضاع في القدس وبقية الأرض الفلسطينية المحتلة.