إعداد وتقديم نواف إبراهيم
مع بدء العمليات العسكرية المشتركة بين الجيش العربي السوري وسلاح الجو الروسي في سورية ضد الإرهاب، تتزايد اطراداً عمليات البث الإعلامي المكث من مختلف وسائل الإعلام العالمية تجاه الخطأ الاستراتيجي الذي وقعت فيه روسيا على حد قولهم، وهو القرار الذي اتخذته روسيا لجهة تقديم الإسناد الجوي للجيش السوري في عملياته العسكرية الحالية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي وغيره من المجموعات الإرهابية المسلحة، وتوجهت هذه الحملات الإعلامية باتجاه روسيا ككل وباتجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وجه الخصوص، في محاولة من هذه الوسائل الإعلامية لتجييش الرأي العام الروسي ضد هذا القرار، الذي تألمت منه كثيراً الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وحلفاؤها في المنطقة، لأن هذ العمليات بالفعل كان لها الدور الكبير خلال الأيام الأولى من بدء مهمات القوى الجوية الروسية في سورية، في تعرية الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الذين يدعون بأنهم يريدون الحل السلمي في سورية، وهم بالمقابل يدعمون مجموعات مسلحة محددة لم تأت بالحديث عنها ضمن المجموعات الإرهابية المسلحة التي يواجهها الجيش السوري بالتوازي مع مواجهة تنظيم داعش الإرهابي. وهنا نرى أن الولايات المتحدة الأمريكية خسرت الجولة على أغلب الظن ما قبل الأخيرة من التدخل في الأزمة السورية، وحلها على الطريقة التي تخدم مصالحها في المنطقة. ولذلك نرى أن التوجه الإعلامي المضلل والذي يقود إلى أن القوى الجوية الروسية لا تضرب تنظيم "داعش" الإرهابي، وإنما تضرب المعارضة السورية المعتدلة المسلحة، متجاهلة بشكل فظ كل القوانين والأعراف الدولية التي تمنع أي عمل مسلح ضد جيوش البلدان وحكوماتها الشرعية وبدعم خارجي فاضح.
ووصل الأمر بهذ الوسائل الإعلامية وقادة الدول الذين يتبعون إليها إلى التوجه بالهجوم المباشر على شخص الرئيس بوتين، واتهامه بأنه يقود روسيا إلى الهلاك في المستنقع السوري حسب وصفهم، متناسين أن هذا المستنقع هم من صنعوه لتدمير سورية وهم من سيدفنون به بعد التدخل الروسي، الذي فضح أمرهم وأمر مجموعاتهم الإرهابية المسلحة التي يتباكون عليها. وتأتي هذه الهجمة على نفس الطريقة والمنهج المتبعين تجاه سورية والرئيس بشار الأسد.
وهنا أجرينا العديد من الحوارات مع الخبراء والمختصين والإعلاميين للوقوف عند هذه النقطة وكان لهم آراء مختلفة حول ذلك، لكن الجميع اتفق على نقطة واحدة وهي صحة الموقف الروسي في الظرف والزمان، وكان لا بد من أن نستطلع الرأي السوري الإعلامي الرسمي بهذا الخصوص، ومعرفة استراتيجية التعامل مع هذ التطورات في ظل المرحلة الحالية.
التفاصيل من خلال الحوار الذي أجريناه مع المدير العام للوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" الأستاذ أحمد ضوا.