إعداد وتقديم نواف إبراهيم
منذ بداية مايسمى بالربيع العربي ، الذي بدأ عام 2011 في منطقة الشرق الأوسط ، وفق مخطط مسبق الصنع قادته الولايات المتحدة الأمريمية ودول الغرب ، بالتعاون مع حلفائهم في المنطقة وعلى رأسهم اسرائيل وتركيا وقطر والسعودية ، غابت القضية الفلسطينية بالتدريج عن جلسات جامعة الدول العربية ، التي اكتفت بدورها الذي لم يكن سوى دور بعيد جداً عن مصالح الأمة العربية بشكل عام ، فخلال هذ الفترة بالتحديد لم تستطع جامعة الدول العربية أن توقف الحروب التي شنتها دول الغرب على المنطقة ، تحت شعارات الديمقراطية والحرية الزائفة ، وهنا لم تسقط أنظمة عربية فقط كما في مصر واليمن وتونس ، وانما وصل الأمر الى غياب اسس الدول الكاملة كما هو الحال ي ليبيا ، وتستمر المحاولات حتى اللحظة من أجل إسقاط سورية ، وفق المشروع الغربي الذي لم يبحث سوى عن مصالحه بغضالنظر عن حجم الدمار والقتل الذي حصل طيلة السنوات الخمس الماضية تقريبا ، ومن هنا نرى أن اسرائيل لم تكن أبداً تحت المجهر ولا حتى تحت النظر ، وخاضت العديد من الحروب ضد الفلسطينيين ، واستمرت بمشاريعها الإستيطانية في المناطق المحتلة بالضفة الغربية ، ووجدت اسرائيل فرصة لنفسها أن تلعب على وتر غياب الجامعة العربية والمجتمع الدولي بالكامل عن مجريات الأحداث ، وماجرى ويجري ليس جديداً ولكنه ازداد حدة في الفترة الأخيرة ، بما فيه من توسع الإستيطان ، والإعتقالات الإدارية ، وحتى قتل الناس في الشوارع جراء أي خطأ يرتكب بحق أي مستوطن اسرائيلي ، لكن الأمر المهم هنا أن حادثة القدس الأخير التي قام خلالها شابان فلسطينيان بقتل عائلة فلسطينة رب الأسرة فيها ضابط في الإحتياط لأحد الجهات الأمنية الإسرائيلية ، وكالعادة كان الرد الإسرائيلي جاهزاً ونفذ عمليات المطارة والإعتقالات والإغتيال لمنفذي العملية ، وهنا نقطة الحديث والتساؤلات التي تطرح نفسها ، ثورة الشعب الفلسطيني ضد عناصر الامن والجيش الإرائيلي ، هل هي ومضة أو ردة فعل ،سوف تنطفىء بسرعة بسبب عدم وجود أي دعم عربي أو دولي للشعب الفلسطيني ؟ ام أنها بالفعل النواة الأولى لإنفجار الضغط الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ عشرات السنين ؟ وتبدأ انتفاضة جديدة قد تكون خارجة عن السيطرة في هذه المرة بفعل نفذان صبر الشعب الفلسطيني المحاصر في كل مكان! حتى في صلاته بالقدس الشريف ، وهل تعتقد اسرائيل ان الوضع العام في فلسطين والمنطقة لايعطي الأمل للشعب الفلسطيني في التحرك بهذا الإتجاه ؟ أما أن كرة النار والربيع الذي صنعه الغرب بدعم اسرائيلي ستصل ناره الى فلسطين المحتلة ، وقد لاتقدر على إطفائه كل مطافىء الدول الغربية والعربية سياسياً وميدانياً ؟
هذه الأسئلة وغيرها نطرحها على ضيف حلقة اليوم الدكتور محمد أسعد العويوي أستاذ التاريخ المعاصر والحديث وأستاذ القضية الفلسطينية في جامعة القدس