إعداد وتقديم نواف إبراهيم
بدأت مرحلة جديدة بالفعل بخصوص الأزمة السورية منذ اللحظة الأولى، التي أعلنت فيها روسيا اتخاذ القرار الحاسم بشأن الوقوف عسكرياً مع سورية ضد الإرهاب، بالرغم من أن هذا الدعم تم تحديده بتقديم الدعم والإسناد الجوي الروسي في سورية، ليقوم الجيش السوري بعمليات التمشيط على الأرض للمناطق التي استطاع تحريرها من الإرهابيين خلال الفترة الماضية، والقيام بعمليات جديدة واسعة في المناطق التي ماتزال تحت سيطرة ما يسمى بالدولة الإسلامية، واللافت هنا أنه وقت العملية لم يحدد، وإنما قال الرئيس بوتين خلال إعلانه هذا القرار أن عمليات الإسناد الجوي الروسي لسورية قد تستمر حتى ينهي الجيش السوري أعماله القتالية ضد التنظيمات الإرهابية، ولو أن بعض التقديرات ومنها الرسمية الروسية أكدت أنها تحتاج فقط إلى أربعة أشهر. وبالمقابل هناك بيانات وتصريحات تقول إن روسيا جاهزة لتطوير عمليات الدعم حسب الحاجة، بالرغم من أن الرئيس بوتين أكد أنه لن يكون هناك مشاركة روسية في العمليات البرية للجيش السوري.
هذه الدقائق وهذه التطورات كان لها الدور الكبير والأثر البالغ في دعم الموقف السوري السياسي وحتى العسكري في مواجهة الإرهاب ومن يقف خلفه. ومن هنا نرى أن اللقاء الذي أجرته "قناة الخبر الإيرانية" مؤخراً مع الرئيس بشار الأسد، يلفت النظر إلى أن الرئيس الأسد يتحدث بثقة المنتصر والرئيس القوي الذي يثق بحلفائه كل الثقة وهنا نقصد روسيا وايران، ويثق بصمود شعبه وقدرة جيشه على الاستمرار في مواجهة الإرهاب حتى القضاء عليه. ومن هنا نرى أيضاً أن الرئيس الأسد هذه المرة لم يرسل رسائل مبطنة، لا بل تحدث بكل وضوح بنوع من المكاشفة مع خصومه. والأكثر من ذلك تحدث عن خبايا وخفايا إغاراءات هذه الدول كي يتخلى عن التواصل مع حلفائه الإيرانيين قبل الروس، ولكنه لم يفعل.
نتبع هذه القراءة مع ضيف حلقة اليوم الباحث السياسي والاجتماعي الدكتور طالب إبراهيم