القاهرة — سبوتنيك
اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الفلسطينيين بارتكاب انتهاكات بحق الإسرائيليين، وبحق المسجد الأقصى في القدس، وقال إن السلطات الإسرائيلية هي من يحمي المواقع الدينية، ويحافظ على الوضع الراهن من التدهور.
وفي مؤتمر صحفي عقده نتنياهو مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في تل أبيب مساء الثلاثاء، وجه رئيس الحكومة الإسرائيلي الاتهام إلى الفلسطينيين بإدخال "المتفجرات للمسجد الأقصى، وحاولوا منع اليهود والمسيحيين من زيارة المواقع الدينية، وحاولوا إقناع اليونيسكو بإنهاء العلاقة بين اليهود وبين حائط المبكى".
وأعرب نتنياهو عن قناعته بأن الوضع الراهن، الذي قال إن إسرائيل تعمل على المحافظة عليه بينما يدمره الفلسطينيون، لا يتعلق "بمستوطنات ولا بعملية سلام، بل الرغبة في تدمير دولة إسرائيل".
وحمّل نتنياهو الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مسؤولية "كلماته الخطيرة"، التي ألقاها منذ أيام وجاء فيها "أحيي كل نقطة دم أريقت في القدس"، في إشارة للفلسطينيين المصابين على يد القوات الإسرائيلية. واستنكر نتنياهو "عدم تنديد عباس بضربة أو هجمة واحدة تعرض لها إسرائيلي".
وتابع "دولة إسرائيل تقوم بعملها كدولة ديموقراطية تدافع عن مواطنيها. نحن لا نستخدم القوة القصوى أو المفرطة ولكن نحاول إنهاء سفك الدماء والعنف".
من جانبه حث بان كي مون طرفي النزاع على العمل من أجل "سلام يستند على اتفاقية أوسلو"، مؤكداً أن "الإجراءات أحادية الجانب لن تؤدي إلا إلى مزيد من العنف".
وقال كي مون، موجهاً كلامه للإدارة الإسرائيلية إن "التحديات الأمنية التي تواجهها حكومتكم تؤدي لمعضلة أمنية كبيرة وخطيرة" محذراً في الوقت نفسه من أن "إجراءاتكم الأمنية قد تصبح ضارة أو ذات أثر عكسي لأنها قد تؤدي لتأجيج الوضع".
وأضاف أنه عبر للرئيس الفلسطيني عن "استنكاري للعبارات المؤججة للوضع التي صدرت منه، كما أندد بهجمات الفلسطينيين وحرقهم لقبر النبي يوسف"، داعياً إلى "تهدئة الأوضاع وأدعوك [رئيس الوزراء الإسرائيلي] للتأكيد على التزامكم بحماية الوضع الراهن في الحرم الشريف وفي الأقصى".
واتهم كي مون "الجماعات المسلحة مثل الجهاد الإسلامي وحماس" بتوجيه هجمات الفلسطينيين ضد الإسرائيليين.
ودعا السكرتير العام للأمم المتحدة السلطات الإسرائيلية إلى أن "تقوم بتحقيق شامل"، وحذر من أن "الإسرائيليين والفلسطينيين يقفون على حافة كارثة من العنف ويجب أن نمنع التصعيد وأن نتجنب العواقب التي يمكن أن تنتج عن زيادة التوتر"، مؤكداً أن "إقامة حل الدولتين وإجراء المفاوضات هو الطريق الوحيد للسلام".
واعتبر كي مون أنه "دون حل أسباب الإحباط لن تنتهي دورة العنف"، معرباً عن أمله في أن "نتمكن معاً من السير نحو نهاية لهذا العنف وتقليل التوتر وإعادة الأمل في السلام".
كان بان كي مون التقى صباح اليوم الاثنين الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفيلين، وبحثا التطورات الأخيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأعلن أنه سيلتقي، بعد انتهائه من المشاورات مع المسؤولين الإسرائيليين، بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، ثم ملك الأردن، عبد الله الثاني.
وتأتي جولة كي مون، في ظل توتر متصاعد تشهده مناطق فلسطينية عدة في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، منذ أكثر من شهر على خلفية اقتحامات متكررة تقوم بها القوات الإسرائيلية ومستوطنين متطرفين للمسجد الأقصى، ومنع الفلسطينيين من أداء الصلاة فيه.
وتحوّل التوتر إلى مواجهات بين الفلسطينيين من ناحية وبين عناصر الشرطة والجيش الإسرائيلي والمستوطنين من ناحية أخرى، أسفرت حتى الآن، عن سقوط أكثر من 32 قتيلاً فلسطينياً وإصابة أكثر من 1400 آخرين بالرصاص الحي والمطاطي، ومقتل 7 مستوطنين إسرائيليين وجرح عدد آخر من المستوطنين والجنود.