بالصور والفيديو - الانتفاضة الفلسطينية تنتقل لوسائل التواصل الاجتماعي

"جيش إلكتروني" فلسطيني، يتكون من العديد من النشطاء من الداخل الفلسطيني أو في مناطق الشتات، يعملون على التصدي للرواية الإسرائيلية، إضافة إلى بث الرسالة الفلسطينية والتوجيهات والتوصيات للشبّان في ميدان المواجهة.

ورأى طارق صبح، من مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، في حديث لـ"سبوتنيك"، أن "مواقع التواصل الاجتماعي شكلت قدراً كبيراً من الأهمية لدى نشطاء الإعلام الاجتماعي في نشر رسالتهم، لفضح الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، ما يجعل مواقع التواصل الاجتماعي من أكثر المواقع تأثيراً في هذا الصراع".

وأشار إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تساهم في كشف الانتهاكات الإسرائيلية، من خلال نشر الصور والاعتداءات ضد الفلسطينيين، وكذلك نشر الأخبار العاجلة من قلب الحدث، من خلال التواصل مع شبكة النشطاء والمراسلين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس.

ونوّه إلى أن النشطاء قاموا بوضع بعض النصائح الأمنية ونصائح في كيفية التصدي للهجمات الإسرائيلية في المواجهات والرد عليها، من خلال نشرها على صفحاتهم الشخصية والصفحات الإخبارية التي يديرونها.

وأوضح، أن "طبيعة العمل تأخذ الشكل الجماعي في تناول الأحداث في الضفة والقدس"، مشيراً إلى وجود تقسيم للأدوار، بحيث يتناول كل شخص جانباً معيناً من الأحداث ويقوم بنشرها.

وأضاف، "كان للنشطاء الفلسطينيين الدور الكبير في نشر مسألة الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، وإيصالها لأكبر قدر من الجمهور حول العالم".

يذكر أن المواجهات، التي بدأت شرارتها في مدينة القدس، في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، امتدت إلى العديد من مدن الضفة الغربية وقطاع غزة.

من جهته، أكد قاسم قاسم، اللاجئ الفلسطيني في مخيمات الشتات في لبنان، لـ"سبوتنيك"، أن مواقع التواصل لعبت دوراً مفيداً في "انتفاضة القدس"، وهو ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى التحذير من خطورة هذه المواقع، وذلك خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر، وقوله بأن وسائل التواصل الاجتماعي تساعد في التحريض ضد إسرائيل.

وقال قاسم إن "مواقع التواصل استخدمت للرد على الدعاية الإسرائيلية، التي روجت إلى أن جميع من استهدفتهم القوات الإسرائيلية حاولوا تنفيذ عمليات طعن، لكن بعض الفيديوهات والصور التي نشرت وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت عكس الدعاية الإسرائيلية".

وأضاف، "من ضمن الحوادث التي أظهرت خداع الإعلام الإسرائيلي، كان إعدام الشابة هديل الهشلمون، التي اُلتقطت لها صوراً على أحد الحواجز وهي لا تحمل أي سلاح وأعدمت، ووثّق بعض الناشطين هذه الحادثة، ونشرت عبر العالم الافتراضي".

ولفت إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دوراً كذلك في نشر الرسالة الفلسطينية بطريقة صحيحة وسريعة، كما عملت على نشر الدعوات بشكل سريع لحماية بعض المنازل والأحياء، التي تتعرض للاقتحامات الإسرائيلية وهو ما كان متعذراً في السابق.

ويرى نشطاء التواصل الاجتماعي في فلسطين أن الدور الذي يلعبونه في مجابهة الدعاية الإسرائيلية، وكشف "عمليات الإعدام" التي يقوم بها، عملت على تحفيز الشبّان لمواجهة قوات الجيش الإسرائيلي وتنفيذ عمليات ضده.

وفي ذات السياق، قال الناشط الفلسطيني محمود حريبات من الضفة الغربية، لـ"سبوتنيك"، "إن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لم يقتصر على الانتفاضة الحالية، بل شمل كل جوانب الحياة"، مشيراً إلى أن "المواقع عبارة عن أدوات تم استخدامها بشكل مهم، لتسليط الضوء على القضية على الفلسطينية، وإرسال رسائل بكافة لغات العالم".

ونوّه حريبات إلى وجود خبرات مسبقة واستراتيجيات لدى الناشط الفلسطيني، مستدركاً "نعمل في الفترة الحالية على أن يكون هناك رؤية واضحة في النشر، حيث أن معظم ما ينشر يتم من خلال عمل فردي ناتج عن عاطفة وطنية".

وأشار إلى أن "مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت أداة جديدة، وبالتالي كيفية إنهاضها والتعامل معها جديدة، لكن نعمل بالقدر المستطاع على التوعية في النشر وفي اختيار المحتوى، حتى لا تكون الرسالة الفلسطينية سلبية".

وشدد على ضرورة "استخدام أكثر من لغة في النشر، حتى لا نبدو كمن يخاطب نفسه، وحتى نحاول مجابهة التحريض الإسرائيلي، الذي يعمل بشكل منظم ومدروس"، مضيفاً "يجب على المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والأندية، العمل بشكل موحد من أجل مجابهة التحريض الإسرائيلي على مواقع التواصل الاجتماعي".