إعداد وتقديم نواف إبراهيم
توصلت الجهات والأطراف الدولية والإقليمية إلى صيغة جديدة بشأن الحل السياسي للأزمة في سوريا. ومن الواضح أن هناك تغيرات وتبدلات في المواقف لجهة السبل المستخدمة في حل الأزمة السورية سياسياً، بعد أن عجزت الولايات المتحدة الأمريكية ومن معها من دول الغرب والمنطقة، أن تصل إلى أي حل إجباري من خلال الميدان، وخاصة بعد القرار الروسي الحازم بتقديم الدعم والإسناد الجوي للجيش السوري في متابعة مكافحة الإرهاب والذي قد يمتد إلى دول مجاورة وخاصة العراق في المرحلة القادمة. اذاً غيرت الولايات المتحدة الأمريكية من سياستها تجاه الأوضاع في سوريا. ولا يمكن أن نفهم الانسحاب التكتيكي الأمريكي من لقاء فيينا وخفضه جناح الذل أمام روسيا وحلفائها، مع صمت بالغ من قبل جميع الأطراف التي تقف على الضفة الأمريكية والتي كان لها دور كبير وواضح في تسعير الأزمة السورية على مدى السنوات الخمس الماضية، عدا قطر والسعودية اللتين مازال يصدح صوتهما بطلب رحيل الرئيس السوري بشار الأسد مع تهديدات مبطنة، واجهتها روسيا باللجوء إلى الشرعية والمواثيق الدولية التي تحكم علاقات الدول واحترام سيادتها وقرار شعوبها في تقرير مصيرها وانتخاب قيادتها، مع تلميح روسي واضح بأن روسيا مقابل هذا التعنت يمكن أن تلجأ إلى خيارات أخرى، ولم تحدد هذه الخيارات، ولكنها واضحة من خلال دعم القطاع العسكري الروسي والمناورات التي تقوم بها روسيا، أضف إلى ذلك التصريحات الروسية القوية لجهة تصميم روسيا السير قدماً في مواجهة الإرهاب، وإعادة المجتمع الدولي إلى حضن الشرعية الدولية في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، ومنع أي قوة في العالم أن تنفرد بقيادة هذا العالم بما يخدم مصالح دون الأخذ بعين الاعتبار مصالح دول العالم الأخرى.
ومن هنا نرى أن مؤتمر أو لقاء فيينا هو نقطة البداية الحقيقية في اتجاه رسم خطة خارطة الطريق للحل في سوريا، ويكون الفيصل فيها هو أن سوريا دولة ذات سيادة علمانية يحكم فيها صوت الشعب قي تحديد مصيره ومصير بلاده، لا بل قد يكون الحل الشامل لجميع ملفات المنطقة بما فيها الملف الفلسطيني على الرغم من تعقيداته.
نتابع التفاصيل مع الكاتب والمحلل السياسي الدكتور طالب زيفا