إعداد وتقديم نواف إبراهيم
حقق حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نجاحاً مفاجئاً إلى حد ما، كما جاء على لسان الكثير من المحللين والخبراء والمهتمين بالشأن التركي، وهذا يعني قدرة أردوغان على تشكيل الحكومة الجديدة بأغلبية بسيطة، ولكن الأمر الذي يتبادر إلى الذهن هنا أو بالأحرى التساؤل الذي يطرح نفسه، من أين أو كيف استطاع أردوغان وحزبة الحصول على هذه النسبة؟ هل هي عمليات تزوير بالفعل أم أن سياسة التخويف التي اتبعها أردوغان تجاه الشعب التركي وخاصة الأكراد أتت أكلها وأجبرت الأكراد تحديداً على إعطائهم أصواتهم؟ عدا عن الأنباء حول ضخ أكثر من ملياري دولار لدعم أردوغان من قبل السعودية، أم أن الأحزاب التي أعطته هذه الأصوات بغض النظر عن القومية هي بمجملها أحزاب إسلامية وإديولوجيتها تتطابق مع إيديولوجية حزب العدالة والتنمية.
هذه النتائج قد يكون لها تبعات سياسية جديدة على الصعيدين الداخلي والخارجي، وبالتحديد هنا السياسة الخارجية، وعلى الأخص الطريقة التي ستتعامل معها تركيا مع الملف السوري، ونحن نعلم تماماً الدور الكبير الذي لعبت فيه تركيا وتحديداً أردوغان ورئيس وزرائه أحمد داوود أوغلو في تسعير الأزمة السورية، ولكن، حسب ما يقول ضيف حلقة اليوم الدكتور بسام ابو عبد الله الخبير بالشأن التركي والدبلوماسي السوري السابق لدى تركيا، فإنه في المرحلة الحالية هناك معادلات جديدة طرأت على الوضع السوري، وخاصة الدور الروسي والقوي في دعم سياسة مكافحة الإرهاب، انطلاقا من مصلحة الدفاع عن الأمن القومي الروسي والأمن القومي في المنطقة يشاركها حليف قوي هو إيران، وإذا كانت حكومة أردوغان تعلمت الدرس فعليها أن تتبع سياسة عادلة بالتوافق مع روسيا وإيران، وإلا فإن تركيا إن استمرت في سياستها ودعمها للمجموعات الإرهابية المسلحة مع السعودية وقطر، فإن الوضع سيتجه باتجاه آخر، ولا أعتقد أن روسيا وحلفاءها سيسمحون بذلك.
إذا هذا التموضع الجديد لحزب العدالة والتنمية ولأردوغان شخصياً يعطي الفرصة له للتحرك بحرية أكثر إلى حد ما وخاصة تجاه الأوضاع في سوريا، ويبقى الانتظار سيد الموقف بخصوص السياسة الخارجية التي سيتبعها أردوغان في المرحلة القادمة.
التفاصيل مع الخبير بالشأن التركي والدبلوماسي السوري السابق لدى تركيا الدكتور بسام أبو عبد الله