بقلم — دينا محمد استاذة الأدب الروسي بكلية الألسن جامعة عين شمس
بدأت تظهر لأول مرة في عالم الكتابة والنثر عام 2005م عندما قامت بنشر عدد من القصص تحت اسم (وداعا أيتها اليهودية) في مجلة (زناميا)، وفي عام 2008 تم ترشيح مجموعتها القصصية (الدور الحي) لجائزة القائمة القصيرة (شورت لييست).
وحصلت الكاتبة في عام 2009م علي تلك الجائزة عن روايتها (كلوتسفوج) وحصلت عام 2010م علي (جائزة بوكر الروسية) عن نفس الرواية. وأما روايتها (المتطرف) علي جائزة (لونج لييست الكتاب الكبير) عام 2010م، وحصلت علي نفس الجائزة عام 2012 م عن رواية (المحقق) ، كما حصلت علي جائزة (شورت ليست) و (بوكر) و (نوس) عام 2013م.
فارقت حاصدة الجوائز الحياة دون معرفة السبب الحقيقي لموتها، تلك الكاتبة التي أحبت واهتمت في أعمالها بالإنسان البسيط الذي لم يجد المساحة الكافية لدي المحيطين للإهتمام به، فلم يكن هذا يعوقها أن تري وتشعر بمعاناته.
وفي اليوم التالي في 25 أكتوبر الماضي رحل الكاتب الروسي الكبير والفيلسوف يوري ماملييف، الذي فارق الحياة عن عمر يناهز 84 عاما، حيث ولد في موسكو عام 1931، وتخرج من معهد الغابات وعمل مدرساً للرياضيات، وبدأ نشاطه الأدبي في خمسينيات القرن الماضي، اشتهر بين الأوساط الأدبية، وبدأت تتنقل قصصه بين القراء.
ففي عام 1966م كتب أول رواياته (السواعد) والتي لم تنشر وقتها لأسباب سياسية، واضطر الي الهجرة عام 1974م، وتم أيضا رفض نشر الرواية في الخارج ولكنها خرجت الي النور وتم نشرها في عام 1980م. غادر ماميلييف الإتحاد السوفيتي السابق الي أمريكا والتي ظل بها عشر سنوات ثم سافر إلي فرنسا، وترجمت أعماله الي العديد من اللغات الأوربية، كما دعته أكبر الجامعات في أوروبا وأمريكا لإلقاء المحاضرات المختلفة علي منابرها.
وعاد الي روسيا في عصر ما بعد البيرسترويكا بعد انهيار الإتحاد السوفيتي، وكان غير معروفا في وطنه بالرغم من شهرته في الغرب، ومنذ بداية التسعينيات بدأ في العمل والكتابة ونشر أعماله في وطنه، حيث كتب رواية (مناورة موسكو) التي كان يصف فيها حياته في ستينيات القرن الماضي، وكذلك رواية (الأخر) 2006م التي كانت استكمالا لرواية (السواعد)، ورواية (أجنحة الرعب)، و(الزمن الضال) و (إمبراطورية الروح) عام 2011م، و(بعد النهاية) عام 2011م و (تواريخ الكون) عام 2013م و بإعتباره فيلسوفا بدأ العمل علي صياغة نظرياته الفلسفية في كتاب (مصير الحياة) عام 1997م، وفي كتاب (روسيا الخالدة) عام 1997م، وفي الأونة الأخيرة ابتعد الكاتب عن الكشف عن أرائه السياسية وعن التصريحات العلنية ورفض المشاركة في أي مناقشات تدور عن الأحداث السياسية. ويذكر أن الكاتب تعرض الي أزمة صحية في أغسطس الماضي نقل علي أثارها الي المستشفي مما اضطر أصدقائه للإعلان عن جمع تبرعات مادية للمساعدة في علاج الكاتب الكبير.