ذلك الإعلان كان عبر بيان، تلاه فيديو في مايو هذا العام، عنوانه "بيعة الأباة" وظهر فيه زعيم التنظيم "أبو أسامة المصري" وسط مسلحين يرتدون الزي العسكري، وبينهم كان الشهير كمال علام الذي حرص التسجيل على إبراز وجهه، فيما أخفى وجوه البقية بأقنعة أو مؤثرات تمويه بصرية، ومنهم "أبو أسامة" الذي عاد وظهر بالصوت في فيديو بثه التنظيم يوم سقطت الطائرة السبت الماضي، وفيه قال عبارته الشهيرة: "نحن من أسقطناها موتوا بغيظكم" في إشارة إلى "الايرباص 321" الروسية.
وأمس الأحد، نشرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، أن "أبو أسامة المصري" هو العقل المدبر في "إسقاط" الطائرة ومقتل 224 كانوا على متنها، مستندة إلى معلومات لدى الاستخبارات البريطانية، وأن مسؤولين بريطانيين أعلنوا عن "الاستعداد لمساعدة مصر أو روسيا في مهمة قتل أو اعتقال قد تستدعي إنزال عناصر من قوات SAS البريطانية الخاصة" في شبه جزيرة سيناء، للنيل من "أبو أسامة" وتنظيمه.
وأضافت الصحيفة، أن مسؤولين في الاستخبارات، مقتنعين بأن "أبو أسامة المصري" تلقى مساعدة من داخل مطار شرم الشيخ لتسريب قنبلة ودسها في حقيبة أحد المسافرين على متن الطائرة، فيما لو صح أنها تعرضت لعمل إرهابي فعلاً، وليس لعطل فني.
وأشارت أيضاً، إلى أن "مسؤولين" في المخابرات كانوا منهمكين في التحقيق من تورط بريطانيين حلفاء للتنظيم "الداعشي" بعملية تفجير الطائرة، بعد أن اتضح من عمليات رصد وتنصت قامت بها الاستخبارات على اتصالات إلكترونية بين متطرفين يتحادثون عن الطائرة بلهجة مدينتي لندن وبرمنغهام البريطانيتين.
وقالت مصادر أمنية، إن أبو أسامة المصري، ويدعى محمد أحمد علي، من أبناء محافظة شمال سيناء، عمره 37 عاماً، وينتمي إلى عائلة كبيرة في مدينة العريش، كما أنه اعتنق الفكر المتطرف منذ عدة سنوات، وتلقى تدريبات على مستوى عالي بقطاع غزة وسوريا.
وأضافت المصادر، أنه كان يتردد بين مصر وقطاع غزة عبر الأنفاق الحدودية، ويتنقل بالمناطق الصحراوية بين مدينتي رفح والشيخ زويد وسط حراسة أمنية من عناصر التنظيم والذين يحملون الجنسية المصرية.
وقد ظهر في العديد من مقاطع الفيديو، متحدثاً عن تنظيم داعش وشرعية ما يقوم به من عمليات إرهابية، وبدت على يديه في تلك المقاطع علامات "مرض البهاق"، كما أنه كان حاضراً في الفيديوهات الخاصة بتفجير كمين "كرم القواديس".