سبوتنيك: يبدو أن الأزمة السياسية في لبنان آخذة بالتوسع، فبعد الفراغ الرئاسي وشلل الحكومة، هناك اعتراضات واسعة من قبل فريق سياسي على مسألة عقد جلسة نيابية في ظل غياب رئيس الجمهورية، إلى أين يتجه المسار السياسي في لبنان، وهل بات محكوماً بالكامل بالتطورات الإقليمية، لا سيما السورية منها؟
سالم زهران: للأسف الطبقة السياسية اللبنانية غير مدركة لما يحصل في المنطقة ولما يحصل حتى في قلب الكيان اللبناني… المؤشرات في السياسة جميعها سلبية… ويبدو أن السياسيين اللبنانيين يستفيدون من المناخ الأمني المضبوط من قبل الجيش اللبناني، ومن القرار الإقليمي والدولي الذي نأى بلبنان عن المسمى الربيع العربي وتفجيراته، ويستغلون هذا النأي… باختصار نحن في قلب الأزمة، ولسنا على شفيرها… ولبنان يعيش مأزقا سياسيا.
سبوتنيك: إنجاز نوعي حققه بالأمس الجيش السوري بفك الحصار عن مطار كويرس بريف حلب… برأيكم إلى ماذا يؤسس هذا الإنجاز في المرحلة المقبلة؟
عنوان هذه المرحلة هي الهجوم بعد مرحلة طويلة من الدفاع، ويبدو أن "السوخوي" شريك أساسي في هذا الهجوم، بعد أن أحدثت هذه المقاتلة فرقاً في الجو، فتقدم الجنود على الأرض… باختصار تحرير مطار كويرس لن يكون الأول في سلسلة تحرير لمطارات وقعت تحت سيطرة تلك المجموعات المسلحة… هناك قرابة الخمسين قاعدة جوية أساسية في سوريا معظمها تحت سيطرة الدولة السورية، ولكن جزء منها تحت سيطرة المسلحين.
سبوتنيك: هل بدأنا نلمس تداعيات التدخل العسكري الروسي في سوريا؟
سبوتنيك: هل يشكل التقدم العسكري للجيش السوري، لا سيما في ريف حلب، ضربة قوية للإدارة التركية التي باتت تنادي بضرورة إنشاء منطقة اّمنة في الشمال السوري؟
سالم زهران: المنطقة الآمنة مصطلح يستخدمه رجب طيب أردوغان(الريئس التركي)، أما المصطلح الحقيقي العسكري، فهو المنطقة العازلة المعادية… نعم، ومنذ بداية الحرب وأردوغان يسعى لإنشاء منطقة عازلة تقضم جزءا من الأراضي السورية وتكون باكورة لتقسيم سوريا… ولكن باعتقادي بعد "مؤتمر فيينا"، إذا صدق الذين كتبوا البيان من الدول التي حضرت، فقد كان واضحاً القرار بعدم تقسيم سوريا… المنطقة العازلة يعني بداية التقسيم، والإنجازات في ريف حلب الجنوبي حتماً تعني إنهاء مشروع المنطقة العازلة، التي لن ترضى بها لا الحكومة السورية ولا أصدقاؤها، مما يدفع أردوغان إلى أن يقع في مأزق.
سبوتنيك: كيف ستكون المرحلة المقبلة في سوريا؟
هذا الخط الهجومي سوف يكون تصاعدياً… في المرحلة الأولى سوف يكون عنوانه استعادة المطارات الجوية، وكويرس مقدمة، وسيكون عنوانه ضرب مشروع تقسيم سوريا والمنطقة العازلة وانتصارات ريف حلب الجنوبي والحسكة مقدمة، وسوف يكون هناك عنوان آخر يعيد سوريا إلى ما كانت عليه في منتصف الحرب… المرحلة التالية بعد المطارات وبعد ضرب المنطقة العازلة، سيكون عنوانها استعادة المدن الكبرى، وأن يبقى القتال محصوراً بالأرياف، أما في المرحلة الأبعد، فلا بد أن نذهب إلى حل سياسي وهذا يحتاج إلى أشهر طويلة، وربما إلى سنوات.
سبوتنيك: ما تداعيات التدخل العسكري الروسي في سوريا على منطقة الشرق الأوسط؟
سالم زهران: هناك شعور عام لدى الأمنيين والعسكريين والقادة في لبنان، بأن التدخل الروسي جاء لصالح الدولة اللبنانية، حيث أنه في أغسطس/آب المنصرم تم إلقاء القبض على الإرهابي عماد جمعة ومعه مخطوطات تشير إلى إمارة، كانت المجموعات المسلحة تنوي إقامتها… وتمتد هذه الإمارة من رأس بعلبك وتصل إلى الضنية ومن بعدها إلى شاطئ البحر المتوسط شمالي لبنان، هذه الإمارة استطاع أن يقضي عليها الجيش اللبناني في عرسال.
وجود طائرات السوخوي وبوجود التدخل الروسي مُنع حتماً التقدم الداعشي، وبالتالي درء الخطر عن لبنان بشكل أو بآخر… ونعم السلطات اللبنانية تعتبر القيادة الروسية صديقة، ومدفعيات الجيش اللبناني اليوم يعاد تأهيلها من قبل هبة قدمتها الدولة الروسية… والخط ما بين موسكو وبيروت مفتوح، والجيش اللبناني والقوى الأمنية تتلقى كل الدعم من الجانب الروسي… وهناك شعور عام لدى الشعب اللبناني، سواء في الشمال أو البقاع، أن هذا التدخل جاء لصالحهم، لأنه منع تمدد "داعش".
(أجرت الحوار: زهراء الأمير)