قال نبيل هيثم، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، إن "إسقاط الطائرة الحربية الروسية كان يستهدف تحقيق أمرين، الأول توجيه ضربة معنوية لروسيا، وهو ما عكسه الشعور بالاستياء والغضب لدى موسكو، وفق ما عبّر عنه الرئيس فلاديمير بوتين. والثاني محاولة استدراج روسيا إلى كمين (فخ) يشغلها عن الحرب ضد الإرهاب في سوريا، ويعطل أهدافها في تعديل موازين القوى في الشرق الأوسط".
واعتبر هيثم ان "القرار التركي بإسقاط الطائرة ما كان ليتم من دون قوة دفع خلفية، وخصوصاً من جانب الولايات المتحدة".
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الخطوة التركية قد حققت أهدافها، قال هيثم "أعتقد أنها فشلت، خاصة أن الوقائع التي تلت إسقاط الطائرة الروسية لا تؤشر إلى سقوط الروس في الكمين، بل على العكس، فإنّ الأداء الروسي الذي أعقب الحادث يؤكد أن موسكو قررت أن تضع هي قواعد الاشتباك مع الجانب التركي ومن معه، وعلى هذا الأساس، فإنها دفعت تركيا نحو موقع دفاعي، وشرعت في وضع بنك أهداف لرد متعدد الوجوه، سياسياً واقتصادياً وأمنياً وعسكرياً".
وأضاف "ربما بات الأتراك يفضلون الآن أن يقوم الروس برد موضعي، بمعنى حادث مقابل حادث، ولكن يبدو أن الروس يريدونها مواجهة مفتوحة على المستويات كافة".
وتابع "لا أستبعد أن تكون بدايات الرد الروسي في تصعيد وتيرة العمليات الحربية الروسية في سوريا، وبالتالي تحقيق إنجازات عسكرية سريعة وخصوصاً في المناطق المحاذية للحدود مع تركيا".
كما رأى هيثم أن الأتراك "فتحوا معركة خطيرة مع روسيا"، ولكنهم لن يستطيعوا التحكم بمسارها، وعلى أي حال فإن الرئيس بوتين تحدث عن عواقب وخيمة لهذه الجريمة التي لا أعتقد أنها ستمر من دون أن يدفع أردوغان ثمنها غالياً".