ويرى الكاتب الصحفي فاروق أفاكان، من صحيفة "زمان" التركية، أنه خلال 25 عاما أُقيمت علاقات وثيقة للغاية بين الدولتين في جميع المجالات تقريبا، على رأسها السياسية والثقافية والاقتصادية.
ويمكن القول أن العلاقات التي تحولت إلى بنية مؤسسية عن طريق مجلس التعاون رفيع المستوى الذي يعمل مثل مجلس الوزراء المشترك بين البلدين، جعلت الدولتين في وضعية فاعلين مكملين لبعضهما البعض في المنطقة من الناحية التجارية، وأضاف أن روسيا تلبي احتياجات تركيا من النفط والغاز الطبيعي.
وأضاف أن حادث الطائرة الروسية يوشك على هدم العلاقات الوثيقة التي أُنشئت بشق الأنفس وصعوبات بالغة، واعتبر إنزال السفينة "موسكو" إحدى أكبر السفن الحربية الروسية إلى البحر المتوسط بعد مرورها من مضيق البوسفور، ونشر منظومة الدفاع الجوي الصاروخيّة (إس-400) في سوريا، يزيد من حجم المخاطر العسكرية في هذا الصدد.
وتابع الكاتب الصحفي التركي، "ومن الممكن أن تقوم روسيا بإسقاط مقاتلة تركية تنتهك المجال الجوي السوري حتى وإن كان ذلك بشكل غير متعمد. زد على ذلك أن أنقرة التي لم تحصل على الدعم الكافي من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) وقد تبقى وحيدة في مواجهة إحدى أكبر القوى النووية في العالم".
ولفت إلى أن العلاقات التجارية التي تعد قاطرة العلاقات التركية الروسية ستتأثر بصورة كبيرة للغاية بأزمة الطائرة، ذلك أن تبعية تركيا لروسيا في الغاز الطبيعي والنفط ليس أمراً يمكن تعويضه بهذه السهولة، موضحاً أن تركيا تستورد 20% من النفط و60 % من الغاز الطبيعي من روسيا. وكانت روسيا تقوم بتعويض الشحنات الإضافية نظرا في حال عجز إيران عن إرسال الشحنات الكافية في أيام الشتاء.
ويرى أن روسيا ستقوم بإعادة النظر في استثماراتها الموجودة في تركيا مثل مشروع "التيار التركي" الذي سيقوم بتسويق الغاز الروسي في أوروبا عبر تركيا، ومحطة الطاقة النووية ـ تكلفة المشروع 20 مليار دولارـ وكذلك "بنك دينيز" التركي.