مكافحة الإرهاب تستدعي خلق تحالف دولي حقيقي تحت مظلة الأمم المتحدة ووفقاً للقانون الدولي المعاصر وميثاق المنظمة الدولية، إذ يستحيل القضاء على الإرهاب بقدرات دولة واحدة.
1
التجربة الروسية في مكافحة الإرهاب نجحت في تطهير أراضي الدولة من العناصر الإرهابية، و هي تدرك أن الإرهاب لا يزال يمثل خطراً كبيراً على المجتمع الدولي بأكمله، وأن العناصر المتطرفة في سوريا من حاملي الجنسية الروسية يمثلون خطراً على أمن واستقرار الدولة، ويجب مواجهتهم بكل قوة وحزم، ومن هنا جاءت استجابة القيادة الروسية لطلب الحكومة السورية لمحاربة الإرهاب على أراضيها.
2
روسيا تخوض الحرب على الإرهاب وهي تملك كما هائلا من المعلومات حول الأطراف والدول التي تدعم هذه الجماعات المتطرفة بالمال والسلاح وتوفير الملاذ الآمن، وعقد صفقات تجارية لتحقيق أهداف سياسية في مناطق مختلفة من العالم.
3
يعود تنامي ظاهرة الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط إلى استمرار الدعم المقدم للإرهابيين، وأن الرئيس بوتين وجه رسالته إلى النخبة التركية الحاكمة، المتورطة في مقتل العسكريين الروس، ومستمرة في توفير الملاذ الآمن للعناصر الإرهابية، الذين يحصلون على الأموال من تركيا مقابل النفط ويستخدمونها في التخطيط للعمليات الإرهابية.
4
رد الرئيس بوتين على مقتل العسكريين الروس الذين كانوا يحاربون الإرهاب في سوريا، سيكون قوياً، وأن ردود أفعال القيادة الروسية تنطلق من المسئولية أمام الشعب، وأن روسيا لن تستعرض عضلاتها من أسلحة وتفوق عسكري واضح، فهي تعرف كيف ترد وأين سيكون الرد المناسب والمسئول، "إننا لا ننوي قرقعة السلاح. لكن إذا كان هناك من يعتقد أنه يمكنه بعد ارتكاب جريمة غادرة وقتل عسكريين روس الإفلات من أي عقاب باستثناء حظر توريد الطماطم أو فرض قيود ما في مجال البناء، فإنه مخطئ كثيراً".
5
واللافت في خطاب الرئيس بوتين في تعليقه على استهداف تركيا الطائرة الروسية أنه قال "الله يعلم لماذا فعلوا ذلك".وأضاف "الله قدّر أن يكون هناك عقاب للنخبة الحاكمة في تركيا والتي حرمها من نعمة العقل". وجاءت كلمة "الله" بلغة عربية وبغير اللغة الروسية المتعارف عليها في الخطابات الرسمية للرئيس، ولعل السر يكمن في تلك الرسالة التي تحملها معاني لفظ الجلالة من معايير العدالة والقصاص، بعيداً عن المعايير السياسية المزدوجة في الحكم على الإرهابيين وأعوانهم الذين يسعون في الأرض فساداً وترويعاً للآمنين، وتأكيداً على أن الدين الإسلامي بريء من هؤلاء الذين يتاجرون بمبادئ العقيدة ويدمرون مستقبل الشعوب والأمم باسم الدين، في حين أن الإسلام يدعو للتسامح والتعايش وقبول الآخر.