رغم تشويقها، لم تعد اللقطات التي تُظهر قاذفات "السوخوي" الرهيبة تُرضي فضول السوريين وهي تُقلع من قاعدة "حميميم"، طرأ مشهد جديد أكثر قوة وجذباً لمنظومة دفاعية لا مثيل لها في العالم… هي قوة الصورة التي دخلت القلوب المتعطشة للشعور بالأمان.
المجال الجوي السوري بات محصناً تحت قبة الـ"400"، اشتعلت صفحات السوريين عبر "الفيسبوك"، نشراً وتعليقاً وترحيباً.
شعر المؤيدون أن سماءهم صارت تحت حماية منظومة دفاعية لا مجال للمزاح معها… لقطات وصول منظومة "إس-400" دفعت بعض السوريين لإطلاق تعليقات طريفة، أحدهم كتب على حسابه، "بوتن يقود المواجهة بسرعة 400 في الساعة"، وقال آخر، "إذا استمر بوتن بسرعة 400، فإن الاشتباكات ستصل إلى اسطنبول خلال أيام".
لم يعد صعباً على السوريين التمييز بين أنواع الأسلحة المستخدمة في الحرب الدائرة في بلدهم، وهم الذين عاشوا تفاصيل حرب ستدخل عامها الخامس، وباتت لديهم خبرة عسكرية غير بسيطة.
وظهر ذلك جلياً على مواقع التواصل الإجتماعي، من خلال تعليقاتهم على الفيديو الخاص بالصواريخ الروسية، فمنهم من اعتبر أن المنطقة الساحلية تحولت إلى أقوى منطقة عسكرية في الشرق الأوسط، ومنهم من ذهب إلى حد الإعتقاد أن الحرب ستنتهي بعد هذه الخطوة الروسية الأخيرة، التي جاءت من عيار "400".
و"مارست" موسكو شكلاً من أشكال الحرب النفسية باستعراض فريد لوصول منظومة الـ"إس-400" إلى مطار اللاذقية، في مقابل ذلك أشاعت اللقطات التي تناقلتها وسائل الإعلام لتلك المنظومة لحظة وصولها إلى اللاذقية، كثيراً من الإرتياح لدى جميع المؤيدين للقيادة السورية، وحتى لغيرهم من السوريين، و"أعطت" موسكو القلق لخصوم دمشق، و"منحت" الارتياح لدمشق.
سيطر "هاشتاغ" #S400، مؤخراً، على صفحات "الفيسبوك"، كواحد من أكثر الهاشتاغات شيوعاً، بل كان الأقوى حتى على "تويتر" و"انستغرام".
استخدم هذا "الهاشتاغ" بفعالية لنقل جميع الأخبار المتعلقة بالمعارك الدائرة في سوريا، وبالضربات الروسية لمواقع المسلحين، واحتلت الأنباء الواردة من موسكو وتصريحات المسئولين الروس حول إسقاط الـ "سو24"، إضافة لردود المسئولين الأتراك حول ذات الموضوع، مساحة بارزة ضمن هذا "الهاشتاغ"، الذي أشعل "الفيسبوك"، لعدة أيام.
لم يكن هذا الفيديو، الذي لم يتجاوز الدقيقة الواحدة، جرعة اطمئنان من العيار الثقيل للسوريين وحسب، بل كان أيضاً صفعة بصرية من العيار الثقيل وجهت للجمهور الآخر، بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية.