كان يجب أن يحقق مقتل رئيس الدولة معمر القذافي على يد المتمردين، الذين رفعوا العلم الليبي الجديد المكون من ثلاثة ألوان والمرسوم عليه هلال ونجم، بدعم من القوات الجوية للناتو، الديمقراطية والحرية لجميع الناس، ولكن على ماذا حصلت ليبيا بدلا من الحرية الموعودة والديمقراطية؟
أمن المواطنين
بعد مقتل القذافي دق نشطاء حقوق الإنسان في ليبيا والدول الأخرى ناقوس الخطر أكثر من مرة بسبب انتشار حاملي السلاح ومختلف الفصائل التي تطلق على نفسها اسم "الثوار الحقيقيون"، وهذه المجموعات المسلحة ليس فقط تقاتل بعضها البعض من أجل الأرض والممتلكات، بل ومن وقت لأخر تخطف وتقتل.
فوفقا لمنظمات حقوق الإنسان، فإن العدد الإجمالي للأشخاص المخطوفين والمفقودين خلال الحرب الأهلية يتراوح ما بين 10 ألاف ونصف و11 ألف شخص. فمثلا، فقط في المدينة الليبية الصغيرة سبها، تم اختطاف 138 شخصا خلال عام 2015 أي كل يومين كان يحدث فيها عملية اختطاف، وعدد سكان سبها 200 ألف نسمة.
وإذا نظرنا إلى المدن الكبرى، ففي مصراته وحدها بلغ عدد عمليات الخطف حوالي 850 ومن بين المخطوفين يوجد 20 طفلا و25 من كبار السن، وفقا لمنسق اللجنة الليبية للعثور على المخطوفين في مصراته، طارق عبد الهادي.
وتركت حوالي 72682 أسرة منازلها وبقيت بلا مأوى بسبب تعرض قراهم لهجمات واسعة النطاق من قبل المسلحين خلال عام 2014 جراء أحداث "الربيع العربي"، وفقا للهلال الأحمر.
وبحسب وزارة الداخلية في ليبيا، في الوقت الراهن نحو 16 ألف شخص يمتلكون أسلحة بشكل غير قانوني ومنضمين إلى إحدى المجموعات غير الشرعية. ومصدر أسلحة هؤلاء هو عمليات الناتو الجوية، حيث كان الناتو يرمي الأسلحة لما يسمى "بالثوار" لمحاربة حكومة القذافي الشرعية في عام 2011. وحتى الآن لم تتمكن السلطات الليبية الجديدة من نزع السلاح من الجماعات غير الشرعية وعلاوة على ذلك لم تتمكن من توحيد الجماعات المختلفة.
الأطفال الليبيون… فريسة للمتشددين
يقوم المسلحون بخطف الأطفال الليبيين من أجل الحصول على فدية كبيرة في الغالب.
عادة يطلب الخاطفون فدية بمبلغ 100-200 ألف دولار وهذا يعتمد على الوضع المالي للعائلة، أحيانا قد يصل المبلغ إلى مليون دولار.
وبالإضافة إلى ذلك، في الأراضي التي يسيطر عليها "داعش"، يصبح الأطفال فيها أدوات للحرب والأعمال الإرهابية.
يقول الناطق باسم القبائل الليبية الموالية للرئيس الراحل معمر القذافي، باسم الصول، إن 20 ألف طفل تعرضوا لغسل الأدمغة بعد سيطرة "داعش" على مناطق ليبيا.