وشهد يوم 24 سبتمبر/أيلول الماضي الاتفاقية الثالثة والأخيرة لوقف إطلاق النار وخروج المسلحين والأهالي، وفك الحصار عن كل من قريتي كفريا والفوعة في ريف إدلب وبلدات مضايا وبلودان في الزبداني، حيث أن الاتفاق تم الالتزام به بشكل كبير جدا من ناحية إطلاق النار، إلا أن المساعدات الطبية والغذائية بقيت بنودها خارج إطار التطبيق، ونتجت عن ذلك"مجاعة حقيقة" بين السكان، إضافة الى وجود أعداد كبيرة من الوفيات، جراء نقص المساعدات المطلوبة.
وبلدتا مضايا وبلودان، التابعتان لمدينة الزبداني غرب العاصمة دمشق، شملتا بشكل أساسي في اتفاقية وقف القتال، إلا أن الحصار المميت الذي يواجه أهاليها، أدى إلى نزوح الآلاف منهم وهبوط مستوى المعيشة، بشكل يؤشر إلى حدوث كارثة إنسانية حقيقة.
مضايا تحتضر
قال مصدر محلي من مضايا، لـ"سبوتنيك"، "إن المعيشة في المدينة تحولت إلى جحيم حقيقي، بعد الاتفاقية التي لم يطبق منها شيء، إلا هدوء بعض الاشتباكات في عدة نقاط".
وأضاف، "المدينة اليوم تشهد حصاراً خانقاً، دون إمكانية خروج أحد من الأهالي، وخصوصاً أن أطراف المدينة محاطة بشكل كامل بأسياج وأسلاك حديدية بارتفاع 6 أمتار، وكذلك لوجود الألغام، التي انفجرت مرات عديدة بالأهالي".
وعن الخدمات أفاد المصدر بأن الكهرباء والماء أصبحت أشياء نادرة وشبه منسية تماماً، والوضع الاقتصادي أصبح في القاع، ما انعكس على حالة الأهالي.
كفريا والفوعا
وقال مصدر ميداني من قرية الفوعة، لـ"سبوتنيك"، "إن القريتين، واللتين يقطنهما نحو 25 ألف شخص، باتتا في وضع اقتصادي وإنساني سيء جداً، حيث لم يتم إدخال أي مساعدات حقيقية منذ تطبيق الهدنة، بخلاف بعض البسكويت المنتهي الصلاحية، وبعض المنظفات والمواد، التي لاقت استهجانا من قبل السكان".
وأوضح المصدر أن المعيشة أصبحت شبه مستحيلة في ظل الغلاء وانعدام الخدمات الإنسانية، حيث راح ضحية قلة المساعدات الطبية 6 من قرية الفوعا، إضافة إلى عشرات الحالات الخطيرة بين الأهالي.
وأضاف، "لقد توقفت الاشتباكات، ولكن انتهاكات عناصر جيش الفتح التابعين لجبهة النصرة، تحصل كل عدة أيام، ولقد خسرنا العشرات من الأهالي، جراء استهدافهم، بعد تطبيق الهدنة، بالصواريخ وقذائف الهاون".
استهداف السياسيين
وقال أحد أعضاء حزب التضامن، المشارك بشكل أساسي في عملية تطبيق الهدنة بين الأطراف المشمولة، لـ"سبوتنيك"، "تم استهداف أعضاء المكتب السياسي للحزب، ومن بينهم رئيس الحزب بعد عودتهم إلى دمشق قادمين من الزبداني".
وأوضح مصدر ميداني، لـ"سبوتنيك"، أنه من المفترض أن يخرج قريباً، حسب الاتفاق، أكثر من مئة شخص بين مسلحين وعائلاتهم من الزبداني إلى لبنان للسفر عبر مطار بيروت إلى تركيا، على أن يخرج 380 شخصاً مدنياً، من المرضى والجرحى وعوائلهم، من الفوعة وكفريا إلى معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا ومنه إلى اسطنبول ويعودون بالطائرة إلى بيروت ومنها إلى دمشق.
ويذكر أن الاتفاق تم تحت رعاية إيرانية — تركية، ويشمل إيقاف إطلاق النار وإجلاء المصابين في مدينة الزبداني، بالتوازي مع وقف إطلاق النار على محور كفريا والفوعة، دون أن تشمل الهدنة وقف عمليات الجيش السوري على محور (مضايا- بردى)، المحاذي للزبداني.