إعداد وتقديم نواف إبراهيم
استطاعت روسيا أن تقنع الولايات المتحدة الأمريكية ومن معها من الحلفاء وعلى وجه التحديد ، بأنه قد حان الوقت من أجل التوافق على إيجاد حل سلمي للأزمة في سورية ، وجاءت نتيجة هذا التوافق الروسي الأمريكي ، من خلال خطوتين هامتين من قبل مجلس الامن الدولي ، حيث أنه تمت في البداية وقبل أيام قليلة الموافقة بالإجماع على القرار رقم 2253 والذي يقضي بمواجه الإرهاب بدءً من العمل على تجفيف منابع الإرهاب ومصادر تمويله ، وبعد ذلك على الفور بفترة قصيرة جداً نتج عن التوافق الروسي الأمريكي قراراً جديداً ، وافق عليه مجلس الأمن الدولي بالإجماع وهو القرار رقم 2254 والذي يتضمن خريطة طريق لحل الأزمة في سوريا سياسياً.
جميع المتابعين والمحللين والخبراء المهتمين بالشأن السوري ، اتفقوا على أن هذه الخطوات هامة جداً وكان لابد منها منذ فترة طويلة ، ولكن كما يقول المثل الروسي أن تصل متأخراً خير من أن لا تصل أبداً ، ومن هذا نرى أن بعض الخبراء والمحلللين طرحووا تساؤلات عدة من بينها أن كيف سيتم بالفعل تطبيق هذا القرار على أرض الواقع قبل القضاء على الإرهاب ، وقبل كبح جماحه واغلاق مصادر تمويله ؟ والبعض الآخر قال أن هذا القرار على الرغم من أهميته الا أن تطبيقه على أرض الواقع في ظل الحرب الدائرة وتهجير عدد كبير من أبناء سورية داخلياً وخارجياً ، وطرف ثالث يتحدث عن ان هذا القرار قد يعقد الأمر أكثر من ذلك مالم تأخذ هذه الدول بعين الإعتبار استمرا الولايات المتحدة وحلفائها بإستنزاف الحالة السورية ، والتشبث ببعض المطالب التي فشلت في تحقيقها من خلال النصر في الميدان ، وان حلفاء الولايات المتحدة وخاصة السعودية وتركيا وقطر لن يتم السيطرة على جنونهم الناتج عن بقاء الاسد في السلطة وعدم قدرتهم على الإطاحة به ، وغير ذلك التصريحات التي جاءت على لسان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي حذر من محاولات إجتزاء مقررات لقاء فينا لتحقيق مآرب خاصة لهذ الدولة أو تلك.
الأهم في هذه المرحلة أن المجتمع الدولي استطاع على الأقل الإجماع على قرار يهدف الى تحقيق السلام ومواجهة الإرهاب في سورية ، بغض النظر عن الأساليب التي سوف تعتمد في تطبيقه ، وخاصة أن القرار لم يلقى أي رفض من سورية مع بعض التحفظات التي ذكرها ممثل سورية الدائم في اأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري ، مؤكداً على نقطة أساسية لايمكن التهاون بها ، الا وهي أن الشعب السوري هو الذي يملك الحق في تقرير مصير بلاه وقيادتها ، والحل السلمي سيكون في سورية وبقيادة سورية، وبإشرف السوريين أنفسهم ، دون السماح لأي طرف خارجي التدخل في الشؤون الداخلية السورية.
نتابع التفاصيل مع الكاتب والمحلل السياسي الدكتور طالب زيفا