إعداد وتقديم نواف ابراهيم
تبنى مجلس الأمن الدولي مؤخراً بالإجماع قراراً ينص على تجفيف منابع الإرهاب ، وبالتحديد اغلاق وتجفيف المصادر والجهات التي تقوم بتمويل هذا التنظيم الإرهابي ، الذي لم تعد تحد نشاه أي حدود في كل أنحاء المعمورة ، وبات بالفعل يشكل خطراً جسيماً على الأمن والإستقرار العالميين ، وتأتي هذه الخطوة من الدول دائمة الأعضاء في مجلس الأمن كخطوة جديدة في إتجاه تصويب الأمور في مسارها الصحيح ، خاصة بعد الإنتصارات التي حققها الجيش السورية ومن معه من حلفاء خلال الفترة الأخيرة وعلى رأسهم روسيا التي تقدم الدعم العسكري والإسناد الجوي للعمليات العسكرية السورية ضد المجموعات الإهابية المسلحة ، زد على ذلك رفع مستوى الدعم الروسي للجيش السوري ونشر منصات صواريخ أس 400 بعد حادثة إسقاط القاذفة الروسية سوخوي فوق الأراضي السورية من قبل تركيا.
وهذا مازاد الغضب الروسي وخاصة أن تركيا لم تكترث لأي نتائج قد تترتب على هذا الإعتداء ، وحتى لم تعتذر أبداً عن هذا التصرف الأرعن تجاه طائرة تقوم أصلاً بمحاربة تنظيم داعش الإرهابي الذي يعبر منذ خمس سنوات الحدود التركية الى سورية ، مع حصوله على الدعم الحيوي واللوجستي والمالي من خلال الإتجار بالنفط في المناطق المسيطر عليها في سورية والعراق من قبل هذا التنظيم ونقله عبر تركيا الى أوروبا ، وغيرها من التطورات في الموقف السياسي الروسي تجاه كل الدول التي تدعم هذا لتنظيم ، وتعكف عن القيام بأي خطوة حقيقية تجته القضاء على هذا الإرهاب ، أو تجاه السير نحو الحل السياسي السلمي للأزمة في سورية.
وتأتي كلمة الرئيس بوتين السنوية عبارة عن رسائل قوية وأشد قوة من التي قبلها ، محذراً كل هذ الدول الداعمة لتنظيم داعش من مغبة السير في طريق دعمه أكثر من ذلك ، بالطبع هنا هذه الإنتصارات وقوة الموقف والدعم الروسي في سبيل مواجهة الإرهاب كان لها الدور الكبير في أن تفكر جميع دول العالم في إتخاذ إجراءات جديدة تحفظ فيها ماء الوجه من الفضائح ، وتتخلص من تنظيم داعش الإرهابي الذي إنقلب عليها وناصبها العداء ، لا بل وقائم بأعمال إرهابية شنيعة في عدد من هذ الدول والأمثلة باتت كثيرة ، وكذلك ضعف الخطوة التي قامت بها السعودية الحليف الأهم لدول الغرب في توزيع ودعم وتصنيع وتشريع هذا الأرهاب وتقسيمه الى جيد وسيء وقت الحاجة ، حيث أعلنت عن تحالف مات لحظة إعلانه ، تحالف إسلامي عسكري لمواجهة الإرهاب في ظل غياب دول إسلامية أساسية وعربية أيضاً هي بالأصل من تقارع هذا الإرهاب على مدى سنوات طويلة.
إذا هذه النغيرات والتحولات تنبى بمرحلة جديدة ، لعلها تكون الخطوات الأولى في عودة هذا العالم الى صوابه ، وتحديد استراتيجية الحفاظ على المصالح وعلى الأستقرار والأمن العالمين ، من البوابة السورية
التفاصيل مع الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ خالد فهد حيدر