وقالت صحيفة "هافنغتون بوست"، إن الاستراتيجية الجديدة اعتبرت الولايات المتحدة للمرة الأولى ضمن التهديدات التي يتعرض لها الأمن القومي الروسي، وذلك في إشارة إلى تدهور العلاقات مع الغرب خلال السنوات الأخيرة.
بوتين أعلن الاستراتيجية الجديدة تحت عنوان "استراتيجية الأمن القومي لروسيا الاتحادية"، وهي تحل محل الاستراتيجية التي وقعها عام 2009 ديمترى ميدفيديف رئيس الوزراء الحالي عندما كان رئيسا للدولة، ولم يرد فيها ضمن التهديدات الولايات المتحدة أو حلف الناتو.
فكتبت "رويترز" أن الوثيقة الجديدة وضعت الولايات المتحدة وحلف الناتو في مقدمة الأخطار والتهديدات على الأمن القومي لروسيا، الأمر الذي أثار مخاوف العديد من الأطراف الدولية، وعلى رأسها واشنطن وبروكسل، انطلاقا من أن صراعاً دولياً جديداً ينطلق بين موسكو وحلفائها من جهة وبين واشنطن وحلفائها من جهة أخرى.
وفي نفس السياق، ورغم الوضوح الكامل لتوجهات الاستراتيجية الأمنية الروسية الجديدة، إلا أن موسكو تؤكد على أنها لن تقع في فخ سباق تسلح جديد أو صراعات من تلك التي أودت بحياة الاتحاد السوفيتي واستهلكت موارده وعسكرت اقتصاده.
وترى مجلة "نيوزويك" أن الوثيقة الأمنية الجديدة لروسيا تبرهن على أن موسكو قد أمكنها تعزيز دورها في حل المشاكل العالمية والصراعات الدولية، وإن تسبب ذلك في رد فعل من الغرب، وأن انتهاج روسيا سياسة داخلية وخارجية مستقلة أثار رد فعل مضاد من الولايات المتحدة وحلفائها، إذ يسعون بشدة للإبقاء على هيمنتهم على الشؤون العالمية، كما شددت موسكو في هذا الإطار، أنه من المرجح أن يؤدي ذلك إلى ضغط سياسي واقتصادي وعسكري وإعلامي على روسيا.
وتوضح صحيفة " الديلي نيوز"، أن ازدياد العلاقات سوءا بين روسيا والغرب على خلفية الأحداث في أوكرانيا، أدى لتوقع الخبراء للصورة التي خرجت بها الوثيقة الروسية، بحيث لم تحمل لهم أي مفاجئات غير متوقعة، مضيفة أن الوثيقة تقول "إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد دعما انقلابا غير شرعي في أوكرانيا، مما أدى إلى حدوث انقسام عميق في المجتمع الأوكراني وبالتالي حدوث نزاع مسلح".
من جهة أخرى، وصفت الوثيقة توسع حلف الناتو بأنه تهديد لروسيا، وأن الولايات المتحدة وسعت شبكتها من المعامل العسكرية البيولوجية في دول مجاورة لروسيا.
وذكرت صحيفة "واشنطن تايمز" أن هذه الوثيقة تأتي على خلفية التواجد العسكري الروسي في سوريا، وانهيار العلاقات الروسية — التركية، وتمديد العقوبات الأمريكية والأوروبية ضد موسكو بسبب الأزمة الأوكرانية، ما يجعل موسكو تتخذ مواقف أكثر حدة إزاء الدول الغربية، وإجراءات عقابية ضد أوكرانيا نفسها.
وأشارت صحيفة "فاينينشال تايمز" إلى أن الاتهامات الموجهة لكل من الناتو والولايات المتحدة في الوثيقة الجديدة، على الأرجح، ستؤدي إلى تعقيد الأمور وتأزم الوضع بشكل أكبر في المستقبل بين موسكو والغرب.