وأضاف رئيس الدبلوماسية المصرية خلال كلمته أمام الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب "من الواضح بالنسبة لنا في مصر أن التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية قد ساهمت بشكل كبير فيما آلت إليه الأوضاع المتدهورة التي بلغناها من تراجع لمفهوم الدولة ودورها، ومن تنام لمساحة الحركة المتاحة للاعبين خارجين عن القانون من أهمهم الميلشيات المسلحة والقوى الطائفية".
وأشار إلى أن بلاده "ترفض بشكل تام ما صدر عن المسؤولين الإيرانيين من تهديدات للمملكة العربية السعودية الشقيقة بسبب قيامها بإنفاذ قوانينها الداخلية على مواطن سعودي، من بين آخرين، لمجرد أنه ينتمى إلى الطائفة الشيعية التي تشكل غالبية الشعب إيراني، وقد أدنا بقوة في هذا السياق الهجوم على البعثات السعودية في إيران حيث أخفقت السلطات الإيرانية في توفير الحماية لتلك البعثات الدبلوماسية وفقاً لما يفرضه القانون الدولي والاتفاقيات ذات الصلة. فهل يقبل المسؤولون الإيرانيون أن تتدخل دول أخرى مثلاً عندما تطبق إيران قوانينها في التعامل مع مواطنيها من السُنة؟"
وتساءل شكري، ماذا عن مواطني دول المنطقة من المسيحيين واليهود؟ هل تؤول حمايتهم والدفاع عن مصالحهم إلى دول تدين غالبية شعوبها بالدين المسيحي أو اليهودي؟
وتابع، "كل ذلك بالتأكيد غير جائز شكلاً وموضوعاً، وما لم يكن احترام سيادة الدول وفق ما يقضى به القانون الدولي وأبسط قواعد حُسن الجوار، هو المرتكز والأساس لمواقف القوى الإقليمية وسياساتها، فإن الصراعات ستشتد وطأتها على النحو الذى يدفع ثمنه جميع شعوب وحكومات المنطقة التي باتت، وبكل أسف، أحد مصادر التوتر على الساحة الدولية.
وقال "إننا كحكومات في الدول العربية يهمنا أن نتعامل مع المنتمين إليها كمواطنين شركاء في الوطن لهم كافة الحقوق وعليهم جميع الواجبات، لا فرق بينهم وبين سائر المجتمع، فإننى فى الوقت نفسه، وبذات القوة، أرفض أي محاولة لتوظيف ورقة التطرف في أوساط الطائفة السُنية، وهو التوظيف الذى يجعل ممارسة التدخل في شؤوننا كعرب حرباً بالوكالة، يقتتل بسببها أبناء الوطن الواحد وتفنى نتيجتها مقدرات شعوبنا، وهى أوضاع لا يراد لنا كحكومات عربية أن نتمكن من التعامل معها بفاعلية لإنهائها".
وأضاف وزير الخارجية المصري، "وما يبعث على قدر من الارتياح، رغم ما يتسم به الوضع الإقليمي من تدهور مؤسف، فهـو أننا كعـرب قادرون على اتخاذ مواقف واضحة نهدف منها لحماية مصالحنا المشتركة وصون أمننا القومي العربي الذى نؤمن في مصر إيماناً عميقاً بضرورة حمايته عبر وحدة موقفنا وتضامننا الفعلي والمستمر، وبما نملك مجتمعين من عناصر القوة التي تسمح لنا بإدارة علاقاتنا بمحيطنا خارج الإطار العربي بما في ذلك مع إيران على نحو يحقق الأمن المتكافئ للجميع، ويليق بتاريخ أمتنا، ويحفظ الأواصر القائمة بين دول وشعوب المنطقة لما فيه صالح الأجيال القادمة" مؤكداً على موقف بلاده الداعم للمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية.