سبوتنيك: هل الحراك السياسي الذي شهده لبنان، خلال الفترة الأخيرة، يسمح بإجراء الانتخابات الرئاسية، أم أن للمسألة أبعادها الإقليمية والدولية؟
الفرزلي: أنا أعتقد أن الحراك السياسي الذي حدث في الفترة الأخيرة، كان ممراً إلزامياً للموقف الذي ميز المرحلة السابقة فيما يتعلق بانتخابات رئاسة الجمهورية، وهو أنه يجب على الرئيس أن يكون ممثلاً حقيقياً للمكون الذي ينتمي إليه، إسوةً ببقية المكونات المذهبية القائمة.
أدى هذا الاتفاق، وأعني به اتفاق رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مع رئيس "التيار الوطني الحر" ميشال عون، ليؤكد على حقيقة حسم موضوع لم يعد مسألة خلاف حوله… وهو مسألة أن هذا المكون هو الذي يمثل المجتمع تمثيلاً ساحقاً، ما يجعل إخضاع الوضع إلى أي نقاش… خارج إطار السياق.
لذلك أعتقد أن ما حدث هو ضرورة ويختم مسألة الانتخابات، أما مسألة الامتدادات الإقليمية والدولية، فلا شك أن هناك امتدادات إقليمية، ولا شك أن هناك مسألة لها علاقة بالتوازنات الإقليمية والدولية القائمة في المنطقة.
سبوتنيك: هل تعتقدون أن حل أزمة الانتخابات الرئاسية في لبنان مرتبط بحل الأزمة السورية، كـ"سلة واحدة"، لا سيما وأنه لا يوجد أي مؤشرات إيجابية، حتى الساعة، حول إمكانية إنجاز الاستحقاق الرئاسي على المدى القريب؟
الفرزلي: أعتقد أن مسألة الارتباط بالأزمة السورية وتطور الميدان ونتائج الحلول، أمر قد يكون له تأثير مباشر وفعال جداً على الساحة اللبنانية بالنسبة لانتخابات الرئيس… قد يكون الحراك الذي وقع مؤخراً، سواءً من جهة ترشيح سليمان فرنجية أو بنتيجته، وتبني سمير جعجع للعماد ميشال عون، قد تكون نتيجة من نتائج تطور الميدان السوري.
سبوتنيك: هناك قمة مرتقبة بين الرئيسين الإيراني والفرنسي، هل برأيك سيتم خلالها بحث الأزمة الرئاسية في لبنان، لا سيما وأن فرنسا على اهتمام كبير بالشأن اللبناني؟
الفرزلي: سيحاول الفرنسيون، وليس بالأمر الجديد، تمرير رغبات معينة عبر عنها الرئيس سعد الحريري، ولكن لا أعتقد أنه سيكون هناك آذاناً صاغية لنتائج تترتب على هذا التسويق لدى الإيرانيين، لأن مسألة قرار انتخابات الرئاسة في لبنان قرار له دور مركزي في الشريك العربي لإيران، المتمثل بسماحة السيد حسن نصر الله.
سبوتنيك: ما مدى خطورة أن يبقى لبنان بلا مؤسسات دستورية؟
الفرزلي: خطورة المسالة ليست ببقائه بلا مؤسسات دستورية… الخطورة أن لا يناقش بعمق أسباب عدم وجود مؤسسات دستورية… والسبب الرئيسي هو إهمال المكون المسيحي في لبنان، والتعاطي معه على قاعدة أنه حالة مهملة… ومنذ عام 1990، يتم التعاطي معه من قبل بقية المكونات، على قاعدة أنه يجب توزيع الحصص النيابية والإدارية والتجارية والرئاسية، على مختلف الكيانات… ويبقى المسيحيون مجرد عدد يكمل صورة المكونات في البلد… وهذا الذي أدى فعلياً إلى فراغ مؤسساتي على مستوى البلد.
سبوتنيك: هل برأيكم سيكون هناك رئيساً للجمهورية في القريب العاجل؟
الفرزلي: في القريب العاجل، أستبعد… ولكن في نهاية الأمر إذا لم يقدموا على الاعتراف بحقوق المسيحيين الدستورية الواضحة الأهداف، واستمروا في إدارة الظهر لها، أعتقد أن هناك منعطفاً خطيراً ستسلكه الأزمة في لبنان… لأن المسيحيين سيفتشون، بطريقة أو بأخرى، عن الطريق الذي يؤمن فيها جانبهم لمستقبلهم في هذا البلد وهذه المنطقة.
(أجرت الحوار: زهراء الأمير)