دمشق — سبوتنيك ـ ديالا حسن
وإن كان العالم قد تحدث عن مضايا، وتناسى دير الزور المحاصرة من قبل "داعش"، فهو نسيها لأن بعض أحيائها تحت سيطرة الحكومة، ولأن قاطني هذه الأحياء مؤيدون للقيادة السورية.
والحال ذاته في أحياء من حلب تحت سيطرة الحكومة أيضاً، أحياء تنقصها معظم مقومات الحياة، لكن لا مانع من الجوع والعوز إذا كان البطن الذي يشعر به مؤيد للنظام… هذا في ثقافة الدول الغربية.
يرى زياد غصن، الخبير المتخصص في الشئون الاقتصادية، "أن تسييس الملف الإنساني في سورية بدأ، منذ نشوب الحرب، وظهر في كثير من المواضع، لا سيما في عدم إدانة التفجيرات الإرهابية التي كانت ولا تزال تستهدف المدنيين الأبرياء، وكذلك في صمت المجتمع الدولي عن المجاعة التي يتعرض لها أكثر من 250 ألف مواطن في مدينة دير الزور".
وأكد غصن على ضرورة تحييد المدنيين خارج إطار أي نزاع أو اشتباك عسكري، والأهم إلغاء العمل بسلاح الحصار الاقتصادي، وفك الحصار عن المناطق والقرى والبلدات المحاصرة، بغض النظر عن الطرف المعني بذلك، فضلاً عن السماح بتدفق المساعدات الإنسانية بالتعاون والتنسيق مع الحكومة السورية المسئولة، بموجب القانون الدولي، عن رعاية مواطنيها وحماية حقوقهم.
الحصار الاقتصادي المفروض على سوريا، التي تخوض حرباً ستدخل عامها السادس لم يترك لذوي الدخل المحدود مجالاً للتفكير بالشبع، فطال تأثيره كافة القطاعات بما فيها القطاع الغذائي وافتقرت المائدة السورية للكثير من الأصناف الضرورية، بسبب ارتفاع أسعارها.
زياد غصن رأى أن هناك شكلين من المعاناة في سوريا، الأول يعاني من تأثيراته جميع السوريين، نجم عن عاملين أساسيين هما، العقوبات الخارجية التي أدت إلى ضعف القدرة على تلبية احتياجات البلاد من السلع والمواد المستوردة.
أما الثاني، هو تعرض المنشآت الإنتاجية والخدمية، بنوعيها الحكومي والخاص، للتخريب والتدمير، الأمر الذي تسبب بنقص واضح للسلع والمواد في الأسواق المحلية، وبالتالي ارتفاع أسعارها بشكل غير مسبوق.
وأضاف في حديثه، لـ"سبوتنيك"، إن "الشكل الثاني من المعاناة يتمثل في الحصار الذي أدى إلى تراجع خطير في الوضع الغذائي والصحي لآلاف السوريين، وتعرض بعضهم للموت والمرض نتيجة الجوع وحالة الحرمان الشديدة، وهذا يتبدى في عدة مناطق، منها دير الزور، مضايا، كفريا، الفوعة، المعضمية، نبل، والزهراء"
وأكدت التقديرات الإحصائية، أن ما يقرب من 82% أصبحوا في دائرة الفقر الأعلى، وأكثر من 30% صنفوا ضمن خانة الفقر المدقع، في حين أن تقرير برنامج الغذاء العالمي أشار إلى أن ثلث السوريين المقيمين في الداخل، وعددهم يقدر بأكثر من 18 مليون شخص، يعانون من حالة انعدام الأمن الغذائي، فيما نصف السوريين، أي نحو 9 ملايين مواطن يشكلون طبقة هشة، يمكن لأي تطور دفع بعضهم إلى الانزلاق إلى حالة الانعدام الغذائي.