إعداد وتقديم نواف إبراهيم
تستمر تركيا بالتخبط الفاضح في ظل التطورات الدراماتيكية الأخيرة بخصوص الأزمة في سورية ، وخاصة التطورات الجارية على الحدود السورية التركية ، والتي تمثلت بالإعتداءات التركية المتكررة على الأراضي السورية الحدودية وقصفها لمواقع الجيش السوري ، ومواقع وحدات الحماية الشعبية الذراع العسكري لحزب الإتحاد الديمقراطي في شمال حلب ومدينة اللاذقية، فتارة تتعهد بالقضاء على وحدات حماية الشعب الكردية بحجة أنها منظمة إرهابية ، وتارة تهدد سورية كدولة بالتوغل بأراضيها للقضاء على داعش التنظيم الإرهابي الذي يحظى برعاية تركية منذ خمس سنوات بشكل علني وفاضح لم يكن له مثيل في التاريخ من حيث مخالفة القوانين والشرائع الدولية والالتزام بالعلاقات بين الدول وعلاقات حسن الجوار ، هذا وقد أوصلت تركيا نفسها ومن معها من دول الإقليم وعلى رأسها السعودية والدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة ،أوصلتها الى مرحلة من الإستهزاء العالمي لهذا الحلف التائه والضائع بين إنتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه ، وبين قوة الرد الروسية على كل موقف سياسي أو عسكري تنوي أن تقوم به تركيا وغيرها ، فبعد التراجع عن الكثير من المواقف لدول حلف الناتو في ظل فوعة التصريحات التركية غير المنظمة وغير المفهومة وكذلك التصريحات السعودية بإرسال 150 ألف جندي الى سورية وإرسال طائرات أف 16 الى قاعدة انجرليك التركية ، ليخرجوا من الجهة الاخرى وتصرح السعودية بأنها لن تستطيع ارسال هذا العدد الى سورية وقد لايتعدى 100 الف جندي ، ومن ثم يعود رئيس الوزراء التركي احمد داوود أوغلو ليصرح من كييف بان الرد التركي على موسكو سيكون حاسماً ، ويبلغ أنجيلا ميركل بان القوات التركية سوف تدك معاقل الحزب الديمقراطي على الحدود السورية التركية ، ثم يخرج وزير الدفاع التركي عصمت يلماز ليضحض الشائعات حول إرسال بلاده 100 جندي إلى الأراضي السورية، وأكد أن بلاده لم ترسل أي جنود لسوريا ولا تنوي القيام بذلك ، اذا أين الدولة التركية كدولة من المفترض أن تكون كيان موحد سياسياً وإجتماعياً وعسكرياً وديمغورافياً كي تظهر بمظهر الدولة التي تحترم رمزية الدولة بدل أن يقوم مسؤوليها بتقديم التصريحات من داخل تركيا ومن خارجها وكل منهم ينقض تصريح المسؤول الذي قبله أو يليه ، أين اصبحت الأزمة إذا في داخل تركيا التي تحاول لفظها على حساب الأزمة في سورية تحت مسميات وشعارات مكشوفة ؟ والأمر الأكثر حطورة الأن هو المخطط الخفي الذي تحاول تركيا تطبيقه في شبه جزيرة القرم لإبتزاز روسيا من خلال اشعال صدامات عرقية في هذه الخاصرة المتوترة لروسيا ، فهل ينجح هذا المخطط؟
التفاصيل في حوارنا مع الخبير العسكري الإستراتيجي والمحلل السياسي الدكتور حسن حسن