ويقول الكاتب الصحفي التركي، فهيم إيشيك، في مقال نشرته صحيفة "زمان" التركية، إن سيطرة قوات الجيش السوري على مناطق واسعة من ريف حلب الجنوبي، إلى جانب تقدمها في اتجاه منطقة "باير بوجاق" (جبل التركمان) قد وضع تركيا في مأزق، مشيراً إلى أن كل هذه التطورات قد أججت المناقشات مجددا حول إمكانية دخول تركيا إلى سوريا.
واعتبر الكاتب الصحفي التركي أن سلوك الحكومة التي يتأزم وضعها باستمرار في الشرق الأوسط، وسلوك أردوغان على وجه الخصوص هو الذي سيحدد دور تركيا في الحرب السورية بشكل أوضح.
ولفت إلى أن أردوغان "المقتنع بالعملية العسكرية لن يتوانى عن التدخل في سوريا"، وتساءل "هل قيادة الجيش مقتنعة بذلك أم لا. ولكن هناك من يرى أن الجيش لا ينوي دخول سوريا من دون موافقة القوى الدولية وبقرار من الأمم المتحدة". وأضاف "نحن نعلم بأن القوى الدولية والأمم المتحدة لا توافق على مثل هذا القرار بسهولة. ولا نتوقع أنهم يتخذون قرارا سيكون في مصلحة تركيا ويكون الجيش التركي هو من يلعب دور المحدد في تنفيذ ذلك القرار. لذا يُحتمل أن تكون هناك استفزازات جادة لدفع الجيش على الدخول في مغامرة لا تحمد عقباه".
ويرى الكاتب الصحفي التركي أن هناك من يبحث عن مسوغ لدخول الجيش التركي سوريا، مشيراً إلى أن الجيش التركي أطلق مجموعة من القذائف على مواقع للاتحاد الديمقراطي وقوات حماية الشعب في الشمال السوري منذ 3 أشهر، وكان آخرها قصف مواقع لقوات سوريا الديمقراطية في "منغ" و"مريمية". وثمة ادعاءات بأن كل القوى التي تقصف التجمعات البشرية في "روج أفا" و"جبل" التركمان و"أعزاز" و"جرابلس" هي قوات تلقت تدريبا في تركيا وفيها عناصر من الضباط الأتراك والمجموعات الخاصة التركية، معتبراً إرسال هذه القوات يهدف إلى خلق أسباب ومسوغات لدخول الجيش التركي إلى سوريا.
وتحدثت صحيفة فايننشال تايمز" البريطانية عن مواصلة السماح للمقاتلين الأجانب بالدخول إلى الأراضي السورية عبر تركيا، حيث عبر خلال الساعات الأخيرة، مئات من المقاتلين إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الأكراد في سوريا، وأوضحت "أنه ليس من المرجح دخول تركيا مباشرة في سوريا دون موافقة الولايات المتحدة، مشيرة إلى رغبة تركيا في إقامة منطقة عازلة على الحدود السورية لمواجهة الأكراد.
واعتبرت أن قيام دولة عضو في التحالف بنشر قوات عسكرية في منطقة ضيقة موجودة بها قوات روسية، ستكون خطوة مثيرة للقلق بالنسبة لمعظم أعضاء حلف شمال الأطلسي "ناتو".
وأضافت أن تركيا ترغب في إقامة منطقة عازلة على الحدود. وهذه المنطقة- التي ستتمتع بعمق يبلغ عدة كيلومترات- ستضمن وقف التقدم الكردي الذي يُعد مصدر القلق الرئيس لتركيا.
وأوضحت أن السعودية التي تشعر بقلق من البدء في فقدان ثقلها في الحرب السورية ترى أن إرسالها قوات عسكرية كشرط لحماية نفوذها لدى الولايات المتحدة وليس سوريا فحسب.
ونقلت الصحيفة عن الباحث بمعهد الشرق الأوسط، تشارلز ليستر، القول "سوريا تصبح يوما بعد يوم منطقة لا يمكن السيطرة عليها. الأحداث التي تقع شمال سوريا يمكن أن تغير مسار العمليات العسكرية".