اعداد وتقديم نواف ابراهيم
مرً اليوم الأول على بدء تنفيذ قرار وقف الأعمال القتالية بين الأطراف المتنازعة في سورية ، بعد الإتفاق الروسي الأمريكي على هذا القرار الذي من شأنه اذا ماتم الإلتزام به من قبل جميع الأطراف البوابة الحقيقية والرئيسية التي ستدخل من خلالها سورية حيذ تطبيق القرارات الدولية بخصوص حل الأزمة في سورية وخاصة القرارين رقم 2253 والقرار 2254 الذان انتزعتهما روسيا من المجتمع الدولي ، ولكن عملياص لم يتم تطبيقهما على أرض الواقعة من قبل الدول الغربية وحلفائها في المنطقة وعلى وجه التحديد الولايات المتحدة الأريكية ، والسعودية وقطر ، حيث لم يتم أبداً وقف تدفق المجموعات الإرهابية القادمة الى سورية عبر الحدود التركية والمدعومة بكافة أشكال الدعم من قبل السعودية وتركيا وبرعاية من الولايات المتحدة الأمريكية ، هذا وقد كان يوم السابع والعشرين من شهر شباط الجاري يوم امتحان صعب وحذر على جميع الأطراف ، فسورية وروسيا التزمتا بتطبيق هذا القرار بحذافيره ، وتوقفت الأعمال القتالية في مناطق عديدة ، ماعدا المناطق التي تتواجد فيها عناصر تنظيم داعش وجبهة النصرة الإرهابيين ، كما وصرحت وزارة الدفاع الروسية أن اليوم الأول مر بهدوء الى حد ما وانه تلقت في مركزها للمصالحة في قاعدة حميميم الروسية الحربية اكثر من 176 اتصالا هاتفيا لطلب المصالحة والعفو ، والتزمت فيه عشرات المجموعات المسلحة وأعربت عن استعدادها للتواصل والمحادثات ، وبالطبع تطبيق هذا القرار لم تأتي رياحه بما تشتهي سفن الولايات المتحدة وحلفائها ، فبادروا الى المناورة والتعامل بطريقة الإستفزاز المباشر ، فقد وردت أنباء عن أن قوات تركية قد اخترقت الحدود السورية بإتجاه مدينة تل أبيض السورية على الحدود مع تركيا ، وسارعت وزارة الدفاع الروسي بطلب التوضيح حول هذا الأمر من مركز التنسيق الأمريكي الموجود في الأردن ، هذا وكان قائد القوات الأمريكية في أوروبا فيليب بريدلاف قد صرح تصريحاً استفزازياً لى درجة كبيرة لم يكن في المكان والظرف والزمان المناسبين ، فقد حذر روسيا من محاولاتها الهجوم لى أوروبا ، وأكد أن اوربا قادرة على الرد على روسيا وردعها في حال فكرت في ذلك ، مؤكداً أن الولايات المتحدة مستعدة لمقاتلة روسيا في أوروبا وستنتصر عليها ، في البداية لم يكن هناك أي تعليق أو رد من الجانب الروسي ، ولكن خرج فيما بعد المتحدث بإسم وزارة الدفاع الروسية اللواء ايغور كوناشينكوف ، ووصف تصريحات الجنرال الأمريكي بأنها هيستيريا الخوف من روسيا واستهزأ منه ومن تخوفه غير المبرر على مدى العامين الماضيين.
الامر المثير للجدل هنا هو هذا التهور والتوتر السياسي والاعلامي في التصريحات التي تصدر عن الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة بعد ان شعروا بأن وقف اطلاق النار من الممكن جداً ان يتحقق بعد ويكون انتصار جديد في جولة جديدة وصعبة في الحرب على الارهاب الذي يدعمونه بشكل مباشر ومفضوح ، وبالتالي هل نرى ان هذه الإجراءات او التصريحات يمكن ان تصب في خانة الحرب الإعلامية النفسية في الميدان وعلى الساحة السياسية لتحقيق مكسب منا قبل فوات الأوان وتدخل سورية بالفعل بحكم الواقع مرحلة الحل السياسي بالرغم من كل السيناريوهات الخطرة المحتملة ، ام أن الحلف الغربي يحضر للعب بالنار مهما كلف الأمر ؟
هذه التساؤلات وغيرها نطرحها في حلقة اليوم على المحلل السياسي والصحفي في صحيفة "ايزفيستيا " الروسية أندرية أونتيكوف