اعداد وتقديم نواف ابراهيم
يتضح من التطورات الدراماتيكية للاوضاع في سورية يظهر بشكل جلي ان الولايات لمتحدة تتخوف جداً تتربع روسا على منصة اتخاذ القرار الدولي جنبا الى جنب مع واشنطن ، هذا الأمر الذي يجعل الولايات المتحدة الأمريكية في هذه الحالة الهستيرية التي تعيشها الأن ، ولذلك هذه المناورات التي تقوم بها الولايات المتحدة من خلال استخدام دول المنطقة للضغط على روسيا ، ومن خلال استخدام الأذرع الإرهابية المسلحة التي تقاتل الدول السورية ، بدعم مباشر ومفضوح من قبل تركيا والسعودية ، اللتان يقومان بكل ما يطلب منها من أجل تسعير الوضع الى أسوأ حد ممكن ، وهو الحالة التي صلت إليها الأزمة السورية ،\ وادخالها في متاهة كبيرة ، بين القرارات الدولية اللازمة بتجفيف منابع الإرهاب ، والقرارات الأخرى التي تفرض على الجميع السير بإتجاه الحل السياسي في سورية ، ومن هنا نرى أن واشنطن لاتسعى بأي شكل من الأشكال الى الحل السياسي للأزمة السورية ، اذا كيف لنا أن نفهم التصريحات التركية التي تقول أن القرارات الدولية لاتنطبق علها وأنها ستتخذ أي إجراء من شأنه مكافحة تنظيم داعش الإرهابي ، يليه الإعلان عن وصول طائرات حربية من السعودية ومن الإمارات العربية المتحدة الى قاعدة انجرليك التركية ، ومن ثم يخرج الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد الإتفاق مع روسيا على وقف طلاق النار بإستثناء تنظيم داعش وجبهة النصرة ، ليقول أن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة يعيق مكافحة الإرهاب ، وكا، شيئاً لم يكن دونما دنى حد من الإحترام للإتفاقات والقرارات الدولية المعتمدة لحل الأزمة في سورية ، كيف يمكن أن نفهم كل هذه المناورات الأمريكية في الوقت الذي اتفق فيه الجميع على اهمية التوصل الى تفاهمات تكون في نهاية المطاف الحل السياسي في سورية.
اذا الولايات المتحدة ومن خلال السياسة التي تتبعها ، والإستراتيجية التي ينفذها حلفائها في المنطقة ، لا توحي بأي شكل من الأشكال أن الهدنة أو الإتفاق على اطلاق النار يسير في الطريق السليم وبإتجاه المرحلة اللازمة لحل الأزمة ، وانما تسير نحو مرحلة الغليان أو التسخين التي تسق الإنفجار ، وهذا التصعيد الممنهج والمدروس يشرح تفاصيل واضحة في سير الاحداث في الايام القادمة ، وبالتالي يمكن بالفعل ان يتم تنفيذ الخطة ب التي تحدث عنها الرئيس اوباما في حال فشلت الهدنة او عملية اطلاق النار ، وهنا يوجد تخوف حقيقي من التدخل العسكري في سورية من خلال عدة منافذ اهمها الحدود التركية السورية والاردنية السورية ، وهناك تخوف اخر الا وهو الحدود اللبنانية عن طريق وادي خالد الى طرابلس وتحويل لبنان الى ممر بحري يدعم المجموعات الارهابية ودخولها الى سورية كما كانت المحاولة في بداية الازمة في سورية ، لذلك تسعى السعودية الى الإنتقام من محور المقاومة ، وهذا هو الإنفجار الجديد الذي يبث عنه الطرف الداعم للإرهاب من خلال اشعال حرائق في مناطق مختلفة.
ومن هنا نرى ان الولايات المتحدة وحلفائا يفعلون كل مابوسعهم الى جر روسيا الى المستنقع السوري ووضعها في مأزق دون أن يتورط الناتو واسرائيل ، وبالتالي تطحن دول المنطقة بعضها ابعض وتطحن جزء من القدرات الروسية ، وتبقى الولايات المتحدة موقف المتفرج حتى حين ترى فيه انها حققت ماتصبوا اليه او على الأقل ماتيسر منه ، وهذا حسب راي ضيف حلقة اليوم الخبير العسكري الإستراتيجي الدكتور حسن حسن.