ونادى حينها، عناصر "داعش" عبر مكبرات الصوت، عند استيلائهم على مناطق الرمادي، مطالبين المدنين بترك المدينة ومغادرتها، أو قصفهم بقنابل كيماوية وسامة التي يُدمن التنظيم على استخدمها وتطويرها لتمدده.
وكشف النقيب في حشد الأنبار من أبناء العشائر المتطوعين لمحاربة الإرهاب، وسام عبيد فرحان، لـ"سبوتنيك"، العثور على مواد متفجرة في سيارة مفخخة من طراز BMW نهاية الشهر الماضي، خلفها تنظيم داعش في حي التأميم.
في الحي الصناعي التابع للتأميم غربي الرمادي، حيث تم العثور حتى الآن على ثالث مخزن ومعمل لتنظيم "داعش" يحوي على مواد كيماوية وسامة يُصنعها عناصر التنظيم بطرق بدائية وآلات خاصة ببناء المنازل.
ويقول فرحان، إن سيارات كبيرة، محملة بهذه المواد دخلت للأنبار من جهة قضاء القائم، قادمة من الأراضي السورية في بدايات عام 2014، لكن من أين كان يحصل عليها "داعش"، غير معلوم لنا.
والمح فرحان، إلى إصابة عائلة مكونة من ستة أفراد بحالات اختناق وتقيؤ من غازات انبعثت من صواريخ محورة أطلقها تنظيم "داعش" على مركز شرطة الفرسان في الحي الجمهوري وسط الرمادي، مركز الأنبار.
وكانت الحادثة في بدايات عام 2015، بمحاولات تنظيم "داعش" للسيطرة على الرمادي.
وتكرر استهداف القوات العراقية والمدنين بالمواد السامة، ومنها نهاية عام 2015، قرب المخازن المواد الغذائية التابعة لوزارة التجارة في حي التأميم أيضا ً.
مصادر المواد الكيماوية والسامة
وعدد الخبير الأمني والاستراتيجي، الباحث في شؤون الجماعات المسلحة، هشام الهاشمي، في حديث لـ"سبوتنيك"، السبت، مصادر المواد السامة والكيماوية التي يستخدمها تنظيم "داعش" في أسلحته المصنعة محلياً.
المصدر الأول، جاء بها تنظيم "داعش" من مطار الطبقة في سورية عند استيلائه عليه، بالقرب من الرقة.
وأضاف الهاشمي، مواد كيماوية وغازات سامة، كانت مخصصة لأغراض العلم، سرقها تنظيم "داعش" من جامعة نينوى في الموصل، وكذلك من منطقة الصينية بالقرب من قضاء بيجي، شمال محافظة صلاح الدين، شمالي بغداد.
ويوضح الهاشمي، هذه المواد التي حصل عليها تنظيم "داعش" في العراق، بعضها مواد تم إتلافها أو كان يُحظر لإتلافها من قبل فرق المواد الكيماوية التابعة لوزارة البيئة العراقية، أو مواد مختبرية لأجل العلم.
وتدارك الهاشمي، لكن بالحقيقة هذه المواد لا تزيد عن بضعة غرامات.."في إشارة إلى مواد العلم والمتلفة وبقايا الكيماويات التي خلفت من النظام العراقي السابق".
وأكمل، الذي يحدث أن تنظيم "داعش" لا يعتمد على هذه المواد بل لديه ملف للتطوير وانه استطاع تطور شيء دون غازي الخردل والسارين، استخدمه في هجماته الصاروخية على القوات الأمنية والبيشمركة، في مناطق "الكسك، وزمار، ومخمور" شمال البلاد، أسفر عنه تأثيرات كبيرة، طبقاً للعينات التي أخذت من هذه المناطق والقوات.
وكشاهد عيان، يقول الهاشمي، "شاهدت ستة من القوات، كانت إصابتهم مُحيرة أشبه بأعراض التعرض لغاز السارين، وقريبة من غاز الخردل..عناصر "داعش" طورواً شيئاً بدائياً لكن له مفعول".
ويلمح الهاشمي، إلى خبراء تصنيع عسكريين عراقيين كانوا يعملون في التصنيع العسكري بنظام العراق السابق، أنظموا لتنظيم "داعش" وهم وراء ملف التطوير لأسلحة التنظيم الكيماوية والسامة.
مصادر دولية
ولفت الخبير الأمني والمحلل السياسي العراقي، أحمد الأبيض، لـ"سبوتنيك"، إلى مصادر أخرى حصل منها تنظيم "داعش" على المواد الفتاكة في عملياته الإرهابية على القوات والمدنين شمال وغرب العراق.
القسم الأول، يأتي لتنظيم "داعش" من خارج العراق، عبر المُهربين وتجار الحروب، ينقلوها من أمريكا اللاتينية ودول أخرى.
ومواد ينتجها تنظيم "داعش" من الكيماويات الزراعية، حسبما ذكر الأبيض، مُحدداً المصدر الرئيسي للمواد السامة التي حصل عليها الدواعش، تعود لمخازن الجيش السوري.
ولا يعتمد تنظيم "داعش" على المواد الخطرة التي يسرقها ويشتريها، في تصنيع العبوات الناسفة والسيارات المفخخة والصواريخ، بل يستخدم أيضاً مكونات أخرى أبرزها الأمونيا والفوسفات والكبريت، مثلما ذكر الأبيض.