تمكن إرهابيو تنظيم "داعش " في 21 أيار/ مايو السنة الماضية، من السيطرة على مدينة تدمر المدرجة على لائحة التراث العالمي، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الجيش السوري، وتمكنت من دخول المدينة واحتلالها وارتكاب مجازر عديدة بحق الأهالي وتدمير العديد من الاآثار والأماكن التاريخية.
أفادت مصادر ميدانية خاصة لـ"سبوتنيك"، "أن قوات الجيش السوري والقوات الرديفة تستكمل التمهيد المدفعي والناري، لمعركة تحرير مدينة تدمر الأثرية بريف حمص وسط البلاد، مع جارتها "القريتين" التي يتمركز بها إرهابيو داعش في البادية السورية.
وأكمل المصدر:
"تعتبر تدمر من أهم مدن العالم كلها، واستعادتها ضرورة مصيرية بدرجة أولى من حيث موقعها الاستراتيجي، والذي يفتح الباب أمام التقدم نحو مدينة الرقة السورية والبادية الصحراوية ككل، غير أنها تتصل بأرياف حمص وريف مدينة السلمية الشرقي، الذي يتصل بخاصرة الرقة الغربية، ويمتد عبره الطريق البري الوحيد الممتد نحو حلب المار بسلمية وأثريا وخناصر.. إذ تشغل هذه النقاط أكثر معدل لهجمات إرهابيي "داعش" في محاولات عدة لقطع ووقف الإمداد عن مدينة حلب والجبهة الشمالية والشرقية".
وتحدث المصدر، أن الجيش السوري لا يتوقف عن التمهيد المدفعي والطلعات الجوية والتنسيق المشترك بين الجانبين الروسي والسوري، وتمكن من السيطرة على تل الساتر الكبير غرب مدينة القريتين في ريف حمص الشرقي الجنوبي، وثبت نقاط هامة في نقطتي 912 و 861 اللتان تتصلان بتلة" السود"، ويتقدم نحو تلة 900 الهامة ليكون قد سيطر على أكثر من 75% من المرتفعات المحيطة بالمدينة".
وذكر المصدر، أن الطيران الحربي السوري لا يزال ينفذ طلعات عديدة، وقصف مواقع دقيقة لإرهابي "داعش"، إضافة إلى تحقيقه إصابات مباشرة في أحياء فندق وائل القيم والمناطق القريبة منه شرق تدمر، وفي كل من المشتل الزراعي وشارع الجمهورية".
غير أن مصادر أهلية أكدت، انسحاب أعداد كبيرة من إرهابيي "داعش" خارج مدينة تدمر باتجاه عمق البادية وإلى مقراتهم في ريف السلمية الشرقي بقرى عقيربات وقليب الثور وطريق جبل البلعاس الهام.
وفي منطقة القريتين الاستراتيجية، أكدت مصادر ميدانية، لـ"سبوتنيك":
"أن استمرارية عمليات الجيش متوازية مع عمليات القوات الحكومية في محور تدمر، لأن أهم النقاط حاليا هي في وسط البلاد حيث البادية السورية".
موضحاً، عن تقدم الجيش في كل من بير محروثة بالقرب من اللواء 128 وجبال مهين الهامة جدا، إضافة إلى تل الرقم ومرتفعات ال 803 المطلة على عشرات الكيلومترات الهامة بالقرب من القريتين، غير أن السيطرة على جبل الرملية فتح المجال للتقدم نحو جبل الحزم الأبيض الذي يطل على القرية الصحراوية بشكل كامل.
وتشير المعلومات إلى أن الجيش السوري يبعد حوالي 3 كيلو مترات عن قلعة تدمر الأثرية التي تمهد منها لعمليات واسعة، وهجوم كبير بعد التمهيد المدفعي والجوي.