إعداد وتقديم نواف ابراهيم
فاجأت الخطوة الروسية والمتضمنة اصدرارأمر مباشر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحب القوات العسكرية الروسية الأساسية من سورية العالم كله ، لكن وبنفس الوقت وعلى رأي الكثير من المحللين والمتابعين والخبراء العسكريين الإستراتيجيين أن هذه الخطوة لم تكن لولا أنه تم الإتفاق على هذه الخطوة بين روسيا والولايات المتحدة وبطبيعة الحال مع القيادة السورية.
وهناك قراءات كثيرة جداً حول دلالات هذا القرار في مثل هذا التوقيت وهذه الظروف التي تعيشها سورية في ظل التغيرات في الساحتين الميدانية والسياسية ، ومن الواضح أن هذا القرار يحمل الكثير من الرسائل في طياته انطلاقاً من توقيته مع الذكرى السنوية لبدء الحرب على سورية في 15.03.2011 ، وبالتوازي مع بدء الإنفراجات في لقاءات جنيف السورية السورية والتي تجري برعاية أممية ، والتي عبر ممثلوها عن أن ظروف المحادثات جدية من قبل جميع الأطراف تقريباً وهي إيجابية جداً ي انطلاقتها ، هذا عدا عن الأهداف الإستراتيجية التي استطاعت روسيا تحقيقها خلال هذه الفترة منذ بداية المشاركة في مكافحة الإرهاب الى جانب الجيش السوري وحلفائه في 30.09.2015 ، حيث ان أهم الأهداف التي أرادت روسيا تحقيقها من هذه المشاركة هي القضاء على المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية ، والحفاظ على وحدة وسيادة الأرض السورية وصولاً الى نقطة البداية في بدء مرحلة الحل السياسي ،وقد حققت روسيا هذه الأهداف من خلال الدعم الجوي واللوجستي للجيش السوري خلال فترة الأشهر الماضية ، زد على ذلك الإنتصارات الكبيرة في تحرير مساحات كبيرة من الجغرافيا السورية من سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة ، وتدمير مواقعهم المحصنة ومراكزهم الإستراتيجية ، وتصفية عدد كبير من قادتهم وعناصرهم وهنا العد لاينتهي ولكن يمكن اختصار التطورات السياسية الحالية وتحديداً التي تجري في جنيف ولو أنه لم يتم الان التصريح عن تفاصيلها التي يمكن أن نقراها من خلال هذا القرار الإستراتيجي الروسي السوري المشترك والهام ي هذا الظرف الحساس ، وفي حقيقة الأمر اذا ماعاودت الولايات المتحدة الأمريكية الخداع والمراوغة ، أو دفعت بحلفائها من أصحاب الرؤوس الساخنة الى ارتكاب أي حماقة سوف يكون الرد الروسي أقسى وأقوى وأسرع بكثير من ذي قبل ، وفي طبيعة الحال أثبتت روسيا أنها لاتحتاج الى إرسال أي قوات عسكرية الى سورية فهي تستطيع من بعيد من الأرض والجو والبحر أن تقصف أي هدف من الأهداف دونما أي عناء في زيادة تكاليف نقل الأسلحة والمعدات وهذ الرسائل كنا قد شهدناها سابقا مع بداية المشاركة الروسية في عملية مكافحة الإرهاب ، حيث أطلقت صواريخ كاليبر من بحر قزوين ، وضربت أهداف اخرى من خلال طائرتها الإستراتيجية وحققت أهدافها بدقة ، ونعتقد أن الولايات المتحدة فهمت كل هذه الرسائل التي أتت على ألسنة القادة الروس ، وعلى متن طائراتهم ، وحتى صواريخهم ، اذا أردنا أن نتحدث بهذا المنطق.هذا عدا عن ان الدولة السورية اثبتت وبجدارة قدرتها ليس فقط على الصمود وانما قدرتها على التقدم وتحقيق الانتصارات في الساحتين الميدانية والسياسية، وبالرغم من كل ذلك لابد وان يكون هناك خفايا أخرى لايعلمها الا أصحاب القرار ذاته ، وهذه الخفايا لن تبقى سراً مهما طال الزمن ، فبحكم الظروف والواقع وبحكم المستجدات والمتغيرات قد نرى آفاقاً أخرى تتمخض عن الأزمة السورية ألا وهي التوصل الى تسوية شاملة في المنطقة وليس فقط في سورية ، وهذا ماسنراه في الأشهر القليلة القادمة ، وكل هذا يعتمد على التوافق الدولي وبالدرجة الأولى الروسي الأمريكي.
التفاصيل في حوارنا مع الخبير العسكري الاستراتيجي اللواء ثابت محمد