لم يكن ألفريد نوبل يعلم أن الجائزة ستتجاوز أسماء عظيمة تفوق بكثير أسماء أخرى نالت الجائزة. والمثير للدهشة بالطبع أن أغلب الأسماء التي نالت الجائزة تنتمي للقارة الأوروبية، التي حصلت على نصيب الأسد.
هذا إلى جانب الانحيازات السياسية الواضحة التي ألقت بظلالها على بعض الأسماء التي نالت الجائزة، والتي كانت سببا أيضا في استبعاد بعض الأسماء الكبيرة في عالم الأدب، مما أفقد الجائزة مصداقيتها في الكثير من الأحيان. وعلى الرغم من كل هذا الجدل، ومع التأكيد على تجاوزات الأكاديمية السويدية في اختياراتها، إلا أن جائزة نوبل تبقى على الدوام هي الجائزة الحلم، والأبرز في العالم.
ويرى ماركيز أن كاتب "الحرب والسلام" ما كان يجب تجاوزه بهذا الشكل. ثم أضاف الكاتب الكبير أسماء أخرى أسماهم قائمة "المظلومين" إلى جوار كاتب روسيا العظيم تجاهلتها الأكاديمية السويدية مثل مارسيل بروست، جيمس جويس، فرانز كافكا، مؤكدا على أن رواية جويس "يوليسيس" غيرت مسار الرواية في العالم. وأشار ماركيز كذلك إلى خطيئة نوبل الكبيرة في تجاوز هنري جيمس وجوزيف كونراد، رغم أنهما من أعظم من كتب أدبا باللغة الانجليزية. وبلغته الساخرة المعروفة، ذكر ماركيز فوز ونستون تشيرشيل بجائزة نوبل للآداب عن مؤلفات له في التاريخ.
ومن الأسماء العظيمة التي تجاهلتها جائزة نوبل للآداب فلاديمير نابوكوف (1899 — 1977)، روبرت فروست (1874 — 1963)، هنريك ابسن (1826 — 1906)، أنطون تشيخوف (1860 — 1904)، ايميل زولا (1840 — 1902)، خورخي لويس بورخيس (1899 — 1986)، مارسيل بروست (1871 — 1922)، مارك توين (1835 — 1919).
وجدير بالذكر أن 42 من كتاب وفناني السويد — بينهم الكاتب المسرحي اوجست سترينبرج — كتبوا إلى ليف تالستوي لتقديم الاعتذار له على تجاوز الأكاديمية له في اختيارها لعام 1901، وغياب التوفيق عن قرارها. لكن جاء رد تالستوي (1828 — 1910) أنه يشعر بالسعادة لعدم اختياره للجائزة، وقال أن هذا أبعده عن عناء التفكير في كيفية انفاق مبلغ الجائزة، مؤكدا أن المال يجلب الشر.
(المقالة تعبر عن رأي كاتبها)