في حال قرر سعودي ما الانتقال للعيش في إيران فإن معظم الإيرانيين لن يصفوا هذا القرار بالسليم، ومع ذلك فقد قررت الفتاة السعودية سارة المصري، قدر المستطاع، تغيير المفاهيم الخاطئة بشأن إيران.
من الجدير بالذكر أن سارة تعيش وتدرس في إيران خلال الأشهر الـ10 الماضية. وعندما طلبت منها وكالة "سبوتنيك" ذكر مواقف سلبية حدثت معها، لم تتمكن من ذكر أي موقف.
وقد كتبت سارة بعد الأحداث المأساوية في منى، التي راح ضحيتها نحو 500 إيراني أن لا أحدا في إيران يقلقه كونها مواطنة من المملكة العربية السعودية وأنها سنية.
وقالت سارة: بالنسبة لي فقد كانت الثقافة الإيرانية جذابة دائما. عندما كنت في لندن، قرأت الكثير عن الثقافة الإيرانية، لكني أدركت أنه لا بد لي من الإقامة هناك لبعض الوقت لفهم إيران.
وعندما قررت سارة ترك وظيفتها في لندن والذهاب إلى إيران من أجل الدراسة، حاولت أسرتها وأصدقاؤها إيقافها. ويجب القول، إنهم كانوا يملكون أساسا لذلك، إذ أن جميع الأخبار التي كانوا يسمعونها عن إيران كانت سلبية.
وأضافت الفتاة الإيرانيون مهذبون جدا ويعاملونني بطريقة جيدة، كما أنهم يتمتعون بحسن الضيافة. إنهم يفصلون بين السياسة والعلاقات بين الأشخاص العاديين، الأمر الذي أعتبره ظاهرة فريدة بالنسبة للشرق الأوسط اليوم.
وذات يوم فقدت سارة محفظتها وبطاقتها الشخصية ورخصة القيادة. وكانت الشرطة وأصدقاء الفتاة على قناعة بأنها لن تسترجعها، لكن المفاجأة كانت عندما اتصلت بها زوجة سائق سيارة الأجرة، الذي وجد محفظتها وحاول العثور على مالكها.
وأشارت سارة إلى أن المتعصبين يوجدون في كل مجتمع، دون أدنى شك، لكنها لم تصادف أحدا منهم في هذه البلاد بعد. وقالت إن معاملة المجتمع لها لم تختلف حتى بعد المأساة في منى.
وتكتب سارة في مدونتها "سعودية في إيران" (saudiiniran.com) حول انطباعها عن تلك البلاد. وتحاول من خلال كتاباتها خلق صورة مختلفة عن إيران وبناء جسر ثقافي بين شعبي البلدين.