مبادرة "شباب بزنس لاين" إحدى الأفكار التي تتبنى فكرة العمل عن طريق شبكة الإنترنت في قطاع غزة وتحث الشباب على إيجاد فرص عمل في هذا النطاق، في ظل التطور الكبير في هذا المجال عالمياً.
ميسرة سلطان صاحب مبادرة "شباب بزنس لاين" يقول لـ"سبوتنيك"، إن فكرة المبادرة بدأت في عام 2011 بمجهود شخصي منه ومن شقيقته من أجل توفير فرص عمل لشباب قطاع غزة في ظل ازدياد معدلات البطالة بشكل كبير وانعدام الفرص.
وأشار إلى أن المبادرة استطاعت عقد العديد من ورشات العمل للشباب في قطاع غزة من أجل توضيح فكرة المبادرة وطرق الاستفادة من الفرص المتاحة عبر الإنترنت، وأفضل الطرق للوصول إلى هذه الفرص وتحقيق عائد مادي مناسب، وسط إقبال متميز من الشباب.
وأكد سلطان أن العمل عن طريق شبكة الإنترنت يحتل مكانة عالية جداً عالمياً تتزايد في كل يوم مع التقدم الهائل في التكنولوجيا، مشيراً إلى أن "المجالات المستهدفة من المبادرة متعددة لأن السوق في تطور مستمر، وبالاعتماد كذلك على المواقع الدولية التي توفر هذه الخدمات، وبعض المواقع العربية المشابهة".
وعن الفئة المستهدفة من المبادرة أوضح أن:
"الطلاب والخريجين وكل من يبحث عن فرصة عمل في قطاع غزة ويملك مهارة مطلوبة في سوق العمل هو ضمن الفئة المستهدفة، ويتم تجهيزهم من خلال عقد ورشات عمل توضح آلية وكيفية العمل بصورة صحيحة".
ونوّه سلطان إلى وجود العديد من قصص النجاح العربية والفلسطينية في هذا المجال، مبيناً أن "فلسطين تحتل مرتبة متقدمة عربياً في مجال العمل عن طريق شبكة الإنترنت وتملك العديد من القدرات الشبابية المبدعة".
وأضاف:
" العمل عبر شبكة الإنترنت يعتبر أداة من ضمن الأدوات القليلة المتاحة في قطاع غزة"، متمنياً أن تتوفر حلول أخرى في المستقبل تنقذ الشباب من شبح البطالة الذي أصبح يهدد الكثير من الطلاب والخريجين الفلسطينيين".
وبحسب الإحصاء الفلسطيني يبلغ عدد العاطلين عن العمل في فلسطين 25.6% منهم حوالي 810,300 شخص في الضفة الغربية وحوالي 465,700 شخص في قطاع غزة.
من جانبه أكد إبراهيم الخطيب أحد الشبّان العاملين في مجال التسويق الإلكتروني عبر الإنترنت لـ"سبوتنيك"، إنه لم يعد يبحث عن وظيفة وهو خريج من كلية الصحافة والإعلام لأنه اكتفى وصبَّ كل اهتمامه في العمل عن طريق الإنترنت الذي يدرُّ عليه دخلاً مرضياً ومناسباً للجهد المبذول فيه.
وقال الخطيب:
"بدأت العمل في هذا المجال منذ عام 2010 في مجالي الصحفي أولاً، من ثم توسعت في العديد من المجالات وكان أبرزها مجال التسويق عن طريق بعض المواقع الرسمية لشركات عالمية حتى أصبح اليوم لدي شبكة متينة من العلاقات والمسوقين".
واعتبر الخطيب توجه الشباب في قطاع غزة والتفاتهم إلى سوق العمل العالمي من خلال شبكة الإنترنت تقدماً كبيراً يواكب متطلبات العصر والتقدم التكنولوجي الهائل وحاجة القطاع للتجديد والبحث عن منافذ جديدة لخلق فرص عمل.
من جهته اعتبر محمد أبو القمبز الخبير في التنمية البشرية والعمل عبر الإنترنت، أن فكرة العمل عبر الانترنت أصبحت توجهاً عالمياً، حيث أنه يخدم الشركات بتقليل عدد الموظفين ويخدم العاملين الذين يتاح لهم العمل في العديد من الشركات حول العالم.
وقال أبو القمبز:
"يوجد العديد من الشركات الرسمية التي تقدم وظائف عبر الإنترنت في مجالات متعددة كالتصميم والصحافة وإدارة الصفحات وغيرها من المجالات"، مؤكداً انخراط العديد من الشبان في قطاع غزة في هذا الطابع من العمل.
ونوّه أبو القمبز إلى ضرورة وجود استراتيجية واضحة للعمل عبر الإنترنت وثقافة مجتمعية تتبنى الفكرة، مشيداً بالتجارب الغزّية التي شاركت في إدارة صفحات كبرى الشركات العالمية وانخرطت في العمل ضمن كوادرها.
وأضاف: مثل هذه المبادرات تعمل على توفير فرص عمل في قطاع غزة مع زيادة عدد العاطلين عن العمل وخاصة حاملي الشهادات العلمية، ويعمل على خلق أفق جديد للعمل يتناسب مع التطور التكنولوجي والعلمي الحاصل في العالم".