إعداد وتقديم نواف إبراهيم
وصل شر الإرهاب الذي تدعي الدول الغربية بأنها تحاربه ، وصل الى عقر دار هذه الدول وبدا يفتك بالمدنيين والمسالمين من أبناء هذه البلدان ، وعلى الرغم من التحذيرات الكثيرة التي صدرت عن الدولة السورية وعن روسيا ودول أخرى بأن مايجري في سورية هو ليس ثورة شعب أو يمت الى مايسمى بالربيع العربي بصلة، وإنما هو إرهاب ممنهج تدعمته دول إقليمية وغربية وبمعرفة حكوماتها وأجهزة مخابراتها ، ومع ذلك لم تتخذ هذه الدول أي إجراءات جدية من شأنها أن تساعد على الإسراع في حل الأزمة السورية ، والتوجه لدعمها ودعم جيشها وحلفائه في مواجهة المجموعات الإرهابية المسلحة التي عبرت كل الحدود الى سورية ، وشاركت هذه الدول بشكل أو بأخر في سفك الدماء هذا في سورية وفي كل الدول التي تحدث فيها عمليات إرهابية ، لأنها دعمت هذه المجموعات بحجة السعي لتحقيق الأمن والإستقرار في سورية ، وتحقيق الإنتقال السياسي السلمي في سورية ، ومن هنا نرى أن التحولات و التطورات الحالية للأزمة السورية في ظل الإنعطافات التي تصدر عن الولايات المتحدة وعلى لسان وزير خارجيتها جون كيري الذي قال أن تقدم الجيش السوري على جبهة تدمر لايخرق الهدنة المتفق عليها ، ومن ثم نسمع تصريحات الممثلة العليا للسياسة الخارجية للإتحاد الأوربي فيدريكا موغريني المصحوبة بالدموع على ضحايا تفجير بروكسيل الإرهابي لتقول بأنه لابد من الإسراع بحل الأزمة في سورية لإيقاف تمدد الإرهاب ، كون سورية تحولت الى ساحة حقيقية للمجاميع الإرهابية ، ولكن بنفس الوقت هذا الإستنكار الدولي وهذه التصريحات الرنانة لاتكفي للقضاء على الإرهاب من قبل سورية لوحدها بالوقت والزمن القياسي الذي تطلبه هذه الدول من المجتمع الدولي ، لأنه وبطبيعة الحال أثبت الواقع الذي تعيشه سورية من قتل وإرهاب هو بحماية ودعم تلك الدول التي تندد بالإرهاب وقتل الأبرياء في سورية وأوروبا وغيرها ، ولكنهم بنفس الوقت لايتخذون أي إجراء حقيقي لإيقاف هذا الخطر الداهم على الأمن والإستقرار العالميين ، وهنا لابد من أن تشكل الأحداث الإرهابية في أوروبا نقطة الإنطلاق للتعامل مع الأخطار الحقيقية المحدقة بالعالم ، وأنه بالفعل لابد السعي النظيف للإنتقال السياسي السلمي في سورية وفق رؤية الشعب السوري فقط ولكن برعاية دولية ووفق القوانين والشرائع الدولية دون المساس بسيادة البلاد ، وكل هذا يدعمه إستمرار نجاح الهدنة والإنتصارات التي يحققها الجيش السوري وحلفائه على مختلف الجبهات السورية وبدعم روسي لايزال مستمر بشكل قوي على الرغم من سحب القوى الأساسية الروسية بعد أن أنجزت مهامها في سورية ، ويبقى إنتظار التفاهم الروسي الأمريكي الأمر الأكثر إهتماماً في هذه الأوقات.
التفاصيل في حوارنا مع الخبير العسكري الإستراتيجي والمحلل السياسي الدكتور حسن حسن