"سبوتنيك" التقت عددا من سكان مدينة تدمر المهجرين، حيث تحدث "محمد" عن الظروف المأساوية التي رافقت هجوم تنظيم "داعش" على المدينة، واصفا ما حدث بالجريمة المروعة التي راح ضحيتها مئات المدنيين بعد محاولة التنظيم إخضاع السكان قسراً لممارسة كل ما يريد، واستطاع الهرب مع عائلته بعد أن أمن الجيش السوري خروجهم إلى مدينة حمص المجاورة قبل أن يطوق "داعش" المدينة بساعات ويبدأ بإرسال عشرات السيارات المفخخة إليها، لم يعد يستطيع التواصل مع ما تبقى له من أقارب وأصدقاء حيث انقطعت جميع وسائل الاتصال فيما بينهم.
ظل الرجل الأربعيني يراقب مجريات التقدم البري، يتتبع خطوات مقاتلي الجيش السوري في كل موقعة من التلال المشرفة وحتى القلعة الأثرية ومن ثم مداخل المدينة كما وصف. ولم تخف دموعه عظمة الامتنان لكل جندي في الجيش السوري ساهم في طرد تنظيم "داعش"، وشكر روسيا التي لم تخذل الشعب السوري يوماً وظلت السند الجوي في تقدم الجيش السوري وهو ينتظر السماح له بالعودة إلى تدمر.
فيما قال "جاسم" وهو مربي أغنام أنه تمكن من الهرب إلى مدينة دير الزور برفقة أفراد أسرته بعد أن دخل التنظيم المدينة، وعلم لاحقاً أن مسلحي التنظيم قد استحلوا ما كان يملك من أغنام وماعز وأحرق منزل شقيقة "عارف" بعد أن علم أنه يعمل موظفا حكوميا في البريد.
أبدى جاسم لـ"سبوتنيك" اعتزازه الكبير بالانتماء لسوريا، معتبراً أن بعض الدول العربية ساهمت في تشرد آلاف العائلات السورية بسبب دعمهم لتنظيمات إرهابية كـ"جبهة النصرة" و"داعش"، واصفاً الجيش السوري بالجيش الوطني الذي لم يبخل يوماً في تقديم الشهداء لكي يعود الأمن والأمان للكثير من المدنيين. كما أكد أنه ينتظر تطهير المدينة بالكامل وتأمين محيطها لكي يعود مع أفراد أسرته الثمانية عشر لمنازلهم ولمعاودة أعمالهم.
في حين لم يخف الجندي " أيهم" وهو من سكان حي "العامرية" فرحته الشديدة بمنحة شرف القتال إلى جانب الجيش السوري لتحرير مدينته من تنظيم "داعش". وقال إنه طلب من أحد القادة العسكريين وضع اسمه في مهمة تحرير تدمر، فهو يرابط على أحد الحواجز المتواضعة في منطقة "النبك"، وساهم في تحرير قلعة تدمر وكان في طليعة المقاتلين المقتحمين مداخل المدينة، وهناك وجد بعض العائلات التي بقيت في منازلها منتظره دخول الجيش السوري. لم يخف حزنه الشديد على من قُتل من رفاقه واصفاً انتصار الجيش السوري والحلفاء بالإنجاز التاريخي لأنه أعاد للمدينة أمجادها بعد قيام "داعش" بطمس المعالم التاريخية من خلال تفجير وسرقة عدد كبير من الآثار التي تعود لآلاف السنين، طالباً من المدنيين العودة السريعة وإعادة الحياة إلى المدينة لتكون سنداً للجيش السوري في عملياته القادمة.