إعداد وتقديم نواف إبراهيم
يتضح مؤخراً من التطورات الحالية المحيطة بالأزمة السورية أن هناك تفاهمات واتفاقات جدية بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بخصوص سبل حل الأزمة السورية سياسياً، من خلال تطبيق قرارات مجلس الأمن، ووفق المعطيات الحالية للميدان والحراك السياسي المحلي والإقليمي والعالمي. فإذا ما نظرنا إلى السلوكيات الأمريكية الحالية تجاه الأزمة في سورية، فإننا على الرغم من المكر والمراوغة الأمريكية وطريقة اللف والدوران المباشرة وغير المباشرة، نرى هذه السلوكيات قد تغيرت كثيراً. وهذا يظهر في التصريحات المتبادلة بين القيادة الروسية والإدارة الأمريكية. وبطبيعة الحال هذا التناغم وهذا الغزل السياسي الروسي الأمريكي لم يكن ليحدث لولا التنسيق العالي المستوى بين روسيا وسوريا والحلفاء المنضوين في هذا المحور المقاوم والمواجه للسياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط ككل. على سبيل المثال لا الحصر، قرأنا الكثير من الرسائل المطمئنة للرئيس السوري بشار الأسد، ولرئيس الوفد الحكومي السوري إلى محادثات جنيف الدكتور بشار الجعفري تجاه هذه التطورات في المواقف الأمريكية، فنرى أن الرئيس الأسد تحدث بوضوح كبير خلال الحوار الذي أجرته معه وكالتا "سبوتنيك" و"ريا نوفوستي" الروسيتان، حيث وجه الاتهام بشكل واضح ومباشر إلى الدول التي تدعم الإرهاب وعلى رأسها تركيا وقطر والسعودية وفرنسا وبريطانيا، وانتقد السياسة الأمريكية، ولكنه لم يوجه لها اتهامات حادة كما كان في السابق، بالرغم من أنه رفض بشكل مباشر الكثير من المقترحات التي لا تأتي في مصلحة وحدة الأراضي السورية وسيادتها وعلى رأسها موضوع الحكم الفيدرالي، وهو مشروع أمريكي بحت فشل بشكل كبير منذ لحظة الإعلان عنه من قبل بعض القوى التي تدعمها الولايات المتحدة. وهذا يعتبر نوع من فسح المجال أمام الإدارة الأمريكية لتصويب نظرها بالشكل الصحيح. أما الدكتور بشار الجعفري فقد تحدث بكل وضوح عن إصرار سورية على الثوابت الوطنية التي لا تقبل التحوير والتغيير لأي سبب كان، وأن سورية منفتحة على الجميع بما فيها الولايات المتحدة لتشكيل حلف حقيقي لمكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي. وعندما نعود إلى تصريحات الإدارة الأمريكية مؤخراً وخاصة تصريحات البنتاغون حول الدعم الروسي لعملية تحرير تدمر من تنظيم "داعش" الإرهابي بأنه إيجابي بالرغم من أنهم كانوا في السابق يتهمون روسيا اتهامات معاكسة تماما، ويصفون دورها بالسلبي في سورية في الوقت الذي أكد فيه الرئيس الأسد على الدور الإيجابي الكبير للدعم الروسي في القضاء على الإرهاب في سورية، وبالطبع هذ التطورات في تهذيب اللهجة الدبلوماسية دليل كبير على وجود تفاهمات حقيقية بين جميع الأطراف وبالتنسيق مع سورية على تفاصيل المرحلة القادمة مع وجود بعض النقاط الخلافية التي تحتاج إلى بعض الوقت للتوافق عليها، إذاً ما هي الخفايا التي لا يقدر على قراءتها المتابع المختص أو حتى العادي؟ وما هي حقيقة سيناريوات الحل الشامل لملفات المنطقة؟ وأين إسرائيل من كل هذه التطورات؟ ومالذي تخفيه المرحلة القادمة للمنطقة؟ هل هو بالفعل الحل الشامل أم الحل الجزئي على حساب القضية الفلسطينية والأزمة السورية؟ ومن هو المنتصر في نهاية المطاف، هل القوى العالمية ذات المصالح أم محور مواجهة الولايات المتحدة وحلفاؤها وعلى رأسه روسيا وسورية وإيران؟.
هذه التساؤلات وغيرها نطرحها اليوم على ضيف حلقتنا الكاتب الصحفي السياسي سومر صالح
