"نادر"… الذي كان "ماجدة"، أجرى الجراحة ليصبح رجلاً مكتمل الرجولة، ولكنه فوجئ بأنه وحده هو من يعترف برجولته، بينما يرفض كثيرون وجوده، بداية من المجتمع، وحتى عميد الكلية التي يدرس فيها.
"سبوتنيك" اخترقت عالم المتحولين جنسياً ومصححي الجنس، فكان اللقاء مع نادر، الذي روى كيف تحول إلى رجل، بعدما عاش 21 عاما من عمره في ثياب وجسد فتاة. "منذ أن كنت في الخامسة من عمري أدركت أن هناك أمر غير طبيعي، وكذا أدرك أهلي الأمر، ولكننا اضطررنا لتأجيل البحث في الأمر عدة سنوات، كنت أتأكد خلالها أنني لست فتاة، على الرغم من وجود بعض العلامات الأنثوية، وهو ما تأكدنا منه فيما بعد، حيث توصل الأطباء إلى أنني ذكر، ولكن أعضائي التناسلية كانت مقلوبة".
بعدما تأكد نادر أنه في حاجة حقيقية إلى إجراء جراحة لتصحيح الجنس، لأن الأعضاء التناسلية الذكرية موجودة ولكنها مقلوبة، خضع أولا إلى علاج نفسي، وبعد الانتهاء من العلاج النفسي بدأ مرحلة التدخل الجراحي، التي أصبح بعدها ذكرا، ولكن هناك بعض الجراحات الأخرى، التي ما زال يحتاج إلى إجرائها. وأضاف نادر "مجموعة العمليات الجراحية التي أجريتها حتى الآن لا تكفي لكي أتحول إلى ذكر بشكل كامل، لأن الأمر بالنسبة لي كان معقداً قليلا".
لا يخلو الأمر من بعض الأزمات، فبرغم أن نادر أجرى الجراحة داخل مصر، في مستشفى خاص في القاهرة، تخصص في مثل هذا النوع من الجراحات، إلا أن الظروف تضطره إلى إجراء جراحة أخيرة، ولكن هذه المرة ستكون في إحدى المستشفيات الحكومية، ليتمكن من الحصول على تقارير يمكن أن تعترف بها الجهات الحكومية.
"معظم الجهات الحكومية في مصر ترفض الاعتراف بأي تقارير تصدرها مستشفيات غير حكومية، أو خاصة، وهو ما يضعني في مأزق كبير، فأنا أدرس في كلية التربية الرياضية بجامعة أسيوط، ومنذ إجرائي الجراحة منذ نحو شهر تقريبا، أحاول أن أقنع عميد الكلية بأن أعود إلى الدراسة مرة أخرى وهو يرفض… عميد الكلية قال لي إنه لا يمكنه أن يسمح لشخص مثلي أن يدخل الجامعة، ولن يتركه يختلط بالطلاب ولا بالطالبات، وهو ما يسبب لي أذى على المستوى النفسي، ويهدد مستقبلي التعليمي والمهني في الوقت نفسه"، حسب نادر.
ويتحدث أحد المتحولين عن زملائه ممن يجرون مثل هذه الجراحات، قائلا " قابلت الكثيرين منهم، وآخر مرة كانت منذ يومين، قابلت شخصا أو رجلا مكتمل الرجولة، ولكنه على المستوى النفسي يشعر أنه امرأة، لدرجة أنه يستغل وجوده في بيته بعيدا عن الناس ويرتدي الملابس النسائية، كالفساتين وغيرها، كما أنني تعرفت على أشخاص كثيرين، بعضهم يريد أن يغير جنسه والبعض الآخر مضطر لذلك، ما يعني أن هناك حالات كثيرة جدا في مصر، ولكن لا أحد يعلم عنهم شيئا".
ولكن المجتمع يتعامل مع هذه الأمور بحساسية مفرطة، قد تتسبب في أذى نفسي حقيقي لمن قرر تصحيح جنسه، " بالنسبة لي لا توجد أزمات كبرى، فأنا في النهاية تحولت إلى رجل، لذلك فالمضايقات تكون قليلة جدا، أما من يتعرضون لمضايقات شديدة تصل بهم لحد الكارثة، فهم الرجال الذين تحولوا إلى نساء، فهؤلاء يجدون تضييقا شديداً من المجتمع، بين السخرية منهم، وأحيانا وقف ومنع التعامل معهم نهائيا، وكأنهم عار على أسرهم".
ويوجه نادر نداءه إلى المصريين والمجتمع ككل، "استوعبوا أننا بشر مثلكم، لا نفرق عنكم في شيء، فقط نحن أجرينا جراحة لتصحيح الجنس، ولم نهبط من المريخ مثلا لتعاملونا وكأننا مختلفون".
تقرير: أحمد بدر