اعداد وتقديم نواف ابراهيم
يبدو أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سورية ستيفان ديمستورا قد توصل الى حد ما الى تحقيق تطور معين في ضبط عملية الحوار السوري السوري تحضيراً للقاء القادم في جنيف والذي يجب أن يبدأ فعلياً في الثالث عشر من شهر نيسان الحالي ، يعني هو أراد أن يحقق إختراقاً معيناً وهذا الإختراق كان مدروساً بشكل جيد في ظل إنشغال الدولة السورية بالإنتخابات التشريعية لمجلس الشعب السوري، وهنا لايكمن المغزى في تصريحات الدولة السورية فقط وتحديداً التصريحات التي جاءت على لسان وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم الذي أكد أن وفد الحكومة السورية جاهز للحوار المباشر دون أي شروط مسبقة ، ولم يغب عنه التذكير بخروقات الهدنة التي أجرتها المجموعات المسلحة بتوجيه من السعودية وتركيا ، يعني رسالة مبطنة من المعلم تؤكد أن الحكومة السورية تعلم تماماً مالذي يجري في مطابخ هذه الدول ومحاولاتها تحت ستار الشرعية الدولية ومن خلال المبعوث الأممي ديمسورا أن تنتزع أي تنازل من قبل الدولة السورية قد يكون من شأنه وضع لبنة جديدة في العضائد التي حاولت هذه الدول البناء عليها في الجولة القادمة بجنيف، وبالمقابل يخرج ديمستورا ليصرح ويؤكد أن المعارضة جاهزة أيضاً للحوار المباشر ، وبالطبع هنا يعي الجميع أن المعارضة السورية ليست كتلة واحدة موحدة بل هي مجموعات مختلفة الإتجاه والتوجه وحتى مصدر التوجيه وهذا أمر لم يعد خافياً على أحد ، ولكن يرى المتابع لمجريات الأحداث في سورية أن المجتمع الدولي الذي تسيطر على قرارته الولايات المتحدة يحاول قدر الإمكان أن يحصر كل العمل السياسي في وفد واحد هو وفد الرياض الذي يوافق تارة على مارفضته الحكومة السورية ، ليعود تارة أخرى ويرفض ماوافقت عليه الحكومة السورية ، إذا هنا يوجد حلقة مفقودة في رأب الصدع وإصلاح العقدة المعطوبة في سلسلة الحوار السوري السوري ، وهي على الأكيد واضحة تمامً فتريد هذ الدول ان تنتزع أي خيط أو أي ورقة من يد الدولة السورية وحلفائها من أجل المساومة عليها ، وبالتالي بالفعل أن تحقق بالسياسة تحقق مالم تستطع أن تحققه في الميدان ، وخاصة بعد الإنتصارات الكبيرة والإستراتيجية ي معركتي تدمر والقريتين ، وتوجه القوات العسكرية السورية وحلفائها نحو حلب ، وكذلك نحو مدينتي دير الزور والرقة التي بدأ يفر منها تنظيم داعش بالجملة حسب الأنباء الواردة ، إذاً المعارضة السورية عرفت الحد الذي وصلت اليه من الهاوية والخسارة ، وانطلاقاً من ذلك أعلنت قبولها بالحوار المباشر مع وفد الحكومة السورية ، وقد لايعدو هذا الإعلان سوى إعطاء النفس وقتاً كافياً لإيجاد مخرج أو محور ضغط جديد من شأنه أن يلّين الموقف السوري الرسمي ،لانهم يعلمون تماماً انهم غير قادرين على كسره بعد كل الإنجازات لميدانية التي حققتا الدولة السورية.
التفاصيل في الحوار الذي أجريناه مع الكاتب والمحلل السياسي الدكتور طالب زيفا