الفيلم هو أول عمل سينمائي تركي يتناول واقع الحياة التي يعيشها عناصر الجماعات الجهادية، ودور السلطة السياسية في البلاد في تجنيد وجذب تلك العناصر من أماكن مختلفة من العالم.
وخلال لقاء فريق العمل مع "سبوتنيك"، أوضحوا أن فكرة الفيلم تقوم على أساس يكشف كيف يتم تجنيد الشباب في صفوف المنظمات الإرهابية انطلاقا من تقديم رؤية متطرفة لتعاليم الشريعة وإقناعهم بما يعرف بـ "الجهاد".
ويقول صاحب العمل الفني مصطفى كينان، أن الخطوة الأولى تبدأ بالبحث عن تلك العناصر الراغبة في الانضمام إلى صفوف "المجاهدين".
ويظهر في أحد المشاهد، "محمد" وهو يتناول وجبة العشاء مع عائلته المحافظة، حيث يشاهد خطابا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وهو ينتقد سياسة القيادة السورية.
ويتناول المشهد تأثير الخطاب على تشكيل الرغبة في الجهاد، من خلال خطاب آخر لداعية سلفي حول ما يعرف بـ " الجهاد في سوريا" لمحاربة السلطات هناك، على أساس من الفكر السلفي الذي يتناوله الداعية وتلك التعاليم الدينية الموجودة في المملكة العربية السعودية.
ويكشف المشهد مدى التطابق بين حديث الداعية السلفي والخطاب السياسي لأردوغان، وتأثيرهما على "محمد" بطل الفيلم في البحث عن معنى الحياة، في ظل تأثير من والده والعناصر الأخرى التي تشاركه دروس الشريعة التي يحرص على حضورها بانتظام.
بطل الفيلم يقع في غرام فتاة أحبها، لكنه لا يعرف كيف يتقرب من حبيبته وتكوين أسرة وبناء حياة طبيعية، بسبب تلك التعاليم الدينية المتطرفة التي تحيط بحياته، وفي كل مرة يخطو خطوة بعيدا عن تلك الأجواء التي يعيشها، فإنه يجد نفسه محاصرا بالمؤسسات الدينية والتقاليد فيكون مضطر للتراجع، ويكتشف أن الشاب الذي يبلغ من العمر 20 عاما يعيش في ظل تقاليد المجتمع.
ويرى مخرج الفيلم أن سياسة تركيا أردوغان تجاه سوريا، عاجلا أو آجلا، سوف تتحول إلى هدف للجماعات الإرهابية.
وتشير مشاهد الفيلم إلى أن الأحمق وحده من لا يدرك بأن السياسة العدوانية لفرض نظامه على دولة مجاورة وشعب شقيق، وتشعل نار الحرب ولهيبها داخل الدولة التي أطلقت هذه الحرب. والحقيقة أن تركيا دخلت في حرب دامية وتهزها الهجمات الإرهابية، وهذا غير مستغرب من دولة أصبحت مكانا يجذب الآلاف من المتطرفين والقتلة.
وفي هذه الحرب إما تنتصر سوريا أو ينتصر أردوغان، أردوغان خسر الحرب وهذه هي النهاية السعيدة للفيلم.